وساطات مستمرّة على خط “الثنائي”- سلام لم تردم الهوّة بعد
كتب كبريال مراد في “نداء الوطن”:
اليوم أيضاً لن تحضر كتلتا “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” إلى الاستشارات النيابية. فحتى الآن، هناك ما لم يركب بين “الثنائي” والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نوّاف سلام، بحسب معلومات “نداء الوطن”. ورئيس مجلس النواب نبيه بري على امتعاضه، فيما الاتصالات المستمرة على خط المعالجات قد تحتاج إلى بعض الوقت.
ووفق المعطيات المستقاة من العاملين في كواليس الحلحلة، لا تزال هناك هوّة بين ما يريده الثنائي، ورغبة الرئيس المكلّف في كيفية التشكيل. لذلك، تعمل خطوط التواصل على حلّ وسط لم تكتمل معالمه بعد.
يعوّل “الثنائي” على حدّ قول نوابه على “مدى إيجابية الرئيس المكلّف في العودة إلى التفاهمات السابقة”. والمسألة، من وجهة نظرهم، لا تتعلّق بهم فقط، بل في مقاربة الرئيس المكلّف لكيفية التشكيل. “إذ لا يمكن لمن يريد المشاركة في الحكومة أن لا يكون معنياً بشيء من مسار التأليف”.
لكن الغياب عن الاستشارات لا يعني صدور قرار نهائي بعدم الدخول إلى الحكومة. سينتظر “الثنائي” ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة، ونتائج اللقاء الذي سيجمع سلام مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التنية، يوم غد الجمعة مبدئياً، ليبنى على الشيء مقتضاه. وقد اتفق على اللقاء بعد “الهبوط المفاجئ” لمعاون بري، النائب علي حسن خليل، لدقائق في ساحة النجمة، قبل أن يغادر من دون أي تعليق.
اليوم الأول للاستشارات
على دفتر صغير أبقاه إلى جانبه دوّن الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة ملاحظاته وما سمعه من نواب الـ11 كتلة الذين التقاهم في ساحة النجمة أمس. وعلى الطاولة التي كانت أمامه وضع نسختين من الدستور ووثيقة الوفاق الوطني. وخلال العشرين دقيقة التي خصصها لكل كتلة، كان مستمعاً ومقاطعاً ومتحدثاً. لكنه لم يعد بشيء، ولم يحسم شيئاً لسائليه عن شكل الحكومة وعدد أعضائها، على رغم تلميحه إلى أنها لن تكون فضفاضة. وهو قال إن لا تصوّر لديه، بل سيضع المعايير مع رئيس الجمهورية الذي سيلتقيه بعد نهاية الاستشارات، فيبلغ الكتل والنواب به، ليقترحوا عليه الأسماء على هذا الأساس. وقد قال لإحدى الكتل “انتظروا الاتصال”.
لذلك، لم يطلب سلام ممن التقاهم أسماء. علماً أن كتلاً وأحزاباً استبقوا الحضور إلى ساحة النجمة بجوجلة سِيَرٍ ذاتية للمحازبين والمناصرين، لطرحها عندما يطلب منهم ذلك، مع ارتفاع التوجّه إلى حكومة الاختصاصيين.
وتحسّباً لاعتماد التمثيل النيابي معياراً للتمثيل الوزاري، دخل نواب إلى كتل قائمة سابقاً، بعد الحديث عن وزير لكل 4 نواب أو وزير لكل 5 نواب، على غرار انضمام النائب أديب عبد المسيح إلى كتلة الكتائب، وإعادة تشكيل كتلة “لبنان الجديد” مع النوّاب نبيل بدر ونعمت افرام وجميل عبود وعماد الحوت.
هل ستفصل النيابة عن الوزارة؟ لم يؤكد سلام ذلك للنواب، لكنه لم يخف الميل لذلك. بينما أكد أن هدفه الوصول إلى حكومة كفاءات، يأمل أن يكون التمثيل النسائي فيها أفضل من الحكومات السابقة.
اليوم، سيواصل سلام لقاءاته، ويدوّن ملاحظاته. ليبدأ بعدها مخاض تحويل المأمول به إلى الممكن. هنا، يقول أحد المتابعين للحراك الحكومي، إن السباق سيبدأ، بين الرغبة في سرعة التأليف، والقدرة على الهبوط الآمن بالتشكيلة الوزارية، بين حقل من الشروط والمطالب.