أهم ما طلبه جوزيف عون
كتب عماد موسى في نداء الوطن: رأيت صورته على لافتة رفعتها البلدية الفخورة عندما تخرّج من الحربية ملازماً، وقرأت تهنئة البلدية عندما علّق الضابط الوسيم نجمة ثانية فثالثة… وفي الأمس القريب “قرّادية” خطّها الخطاط المعتمد من أعضاء المجلس البلدي احتفاء بترقية ابن البلدة البار إلى رتبة عقيد.
من عيون التراث أن تحتفي البلديات الفارغة بإنجازات أبنائها الميامين سواء نال أكثرهم نبوغاً mention جيد جداً في البكالوريا الجزء الثاني، فرع علوم الحياة، أو عُين واحدٌ منهم رئيس مصلحة مياه، أو وصل محظوظ إلى منصب سفير في بلد ناءٍ. ومن عراقة التقاليد ألّا تفوّت بلدية كفرجرّة أو بلدية أدما كما معظم البلديات مناسبة من دون تسطير آيات ومشاعر تقشعر لها الأبدان على لافتات مرفوعة في الأماكن الحساسة من جسد الوطن.
عيد الاستقلال. عيد الجيش. عيد المقاومة والتحرير. عيد تأسيس الدرك. عيد الأمن العام. عيد جلوس الرئيس على العرش. الانتصارات المتوالية على العدو كلّها مناسبات تستأهل استنفار البلديات لرفع الصور والشعارات والتبريكات التي تنمّ أولاً عن تزلّف لبناني أصيل، وثانياً عن رغبة دائمة في تبييض الطناجر، فيختلط زيت بولس مع صورة الرئيس، وتتجاور الصورة مع ruban زغيب.
ماذا تقدم تلك الصور واللافتات التي تساهم في تشويه البيئة؟ وماذ يغيّر في المعادلات الكبرى إن دعم آل دميان الكرام أو فيصل الديك الرئيس العماد جوزاف عون أو دعموا الشيخ فريد هيكل الخازن بتعليق صورته؟ وبم يؤثر هايك إسكرجيان على المستوى الاستراتيجي إن رفع صورة جنرال اليوم أو جنرال الأمس في أنطلياس؟ لا شيء.
أحدهم كتب تحت صورة الرئيس: من فرح الناس عرفنا إنك جايي، غريب عجيب توارد الأفكار بينه وبين الشاعر نزار فرنسيس. كتب فرنسيس كلمات الأغنية بناء لطلب الملحّن ملحم بركات لمناسبة انتخاب إميل لحود رئيساً للجمهورية في العام 1998 وكم كان فرح الناس بالعماد البحّار عميماً.
غداة وصول العماد جوزاف عون إلى قيادة الجيش العام 2017 أول وأهمّ ما طلبه نزع صوره من الطرقات شاكراً محبة مواطنيه، وفعل الأمر نفسه بعيد انتخابه رئيساً للجمهورية وعسى أن يتبع التمني تعميم يصدر عن وزارة الداخلية والشؤون البلدية والقروية في حكومة نوّاف سلام العتيدة يحظّر على البلديات طبع صور الرؤساء وشكر الوزراء على تدشين الآبار الإرتوازية وتزفيت الطرقات وإصلاح شبكات الصرف الصحي وإيصال مياه الشفة إلى كافة الشفاه العطشى. كما يؤمل أن يحظر التعميم قرض الشِعر واستيلاد الشعارات الفضفاضة وتدوينها على اللافتات المرفوعة في المدن والبلدات والدساكر، المدفوع ثمنها من موازنة البلديات، مذيّلة بتوقيع رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير وعموم الأهالي.