بالصور- “50 إعدامًا أسبوعيًا”… فظائع “غرفة الإعدام” في سجن صيدنايا

تمكّن فريق من وكالة “الأناضول” من رصد “غرفة الإعدام” في سجن صيدنايا، أحد أبرز مراكز التعذيب في العاصمة السورية دمشق، والذي كان يشهد على أسوأ الانتهاكات التي ارتكبها نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. جرى ذلك في وقت تزامن مع استمرار التحقيقات الدولية في جرائم الحرب التي ارتكبها النظام في سياق الحرب السورية المستمرة.

بعد الإطاحة بنظام “البعث” الذي حكم سوريا لأكثر من 61 عامًا، بدأت قضية السجون في سوريا تتصدر الاهتمامات الدولية، خصوصًا بعد ما كشفته شهادات المعتقلين والتقارير الحقوقية عن التعذيب الممنهج والانتهاكات التي طالت حقوق الإنسان. وبرز من بين هذه السجون، سجن صيدنايا الذي كان تابعًا لوزارة الدفاع في النظام المخلوع، وأصبح رمزًا للفظائع التي كان يرتكبها النظام بحق المعتقلين.

سجن صيدنايا يحتوي على منشأتين رئيسيتين للاحتجاز: “البناء الأبيض” و”البناء الأحمر”. كان المعتقلون، الذين يُنقلون إلى السجن في شاحنات تُعرف بـ “برادات اللحوم”، يتعرضون للعنف الجسدي من قبل المسؤولين في السجن فور وصولهم. ووفقًا لتقرير صادر عن “منظمة العفو الدولية”، كان “البناء الأحمر” يضم المدنيين المعتقلين بتهم معارضة النظام، بينما كان “البناء الأبيض” يخصص للضباط والجنود الذين تم احتجازهم بتهمة “الخيانة”.
في المجمل، كان المعتقلون يُنقلون إلى هذين المبنيين بعد محاكمات غير عادلة في محاكم عسكرية في منطقة المزة بدمشق.

حسب شهادات المعتقلين وموظفين سابقين في السجن، كانت “غرفة الإعدام” تقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من “البناء الأبيض”. هناك، كان المعتقلون يُنقلون في منتصف الليل مع تغطية عيونهم، ويُبلغون فقط قبل دقائق من تنفيذ حكم الإعدام عليهم.
ووفقًا للتقرير، بين عامي 2011 و2015، كان يُعدم حوالي 50 شخصًا كل أسبوع، أو أحيانًا كل أسبوعين، في “غرفة الإعدام”. جثث هؤلاء المعتقلين كانت تُدفن في مقابر جماعية بالقرب من دمشق.
تمكّن يوسف أوزهان، نائب المدير العام لوكالة “الأناضول” ورئيس تحريرها، وفريقه من توثيق “غرفة الإعدام” في سجن صيدنايا بعد إجراء تحقيق استمر أربع ساعات. استند الفريق في تحقيقه إلى المعلومات التي تم تسريبها من السجن والخرائط التي نشرها ناشطون ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.

وقد دخل الفريق من الباب المحترق في الفناء الخارجي للـ “البناء الأبيض”، ونزلوا على درجات السلم ليكتشفوا الزنزانات والآثار الواضحة على مكان تنفيذ الإعدام. كما تم العثور على منصات تم استخدامها للإعدام شنقًا، كما يظهر في الرسومات التخطيطية المنشورة في التقارير الدولية.
وأشار يوسف أوزهان إلى أن سجن صيدنايا كان من بين الأماكن التي شهدت أفظع الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد، حيث أخفى النظام عشرات الآلاف من الأشخاص في السجن على مدار 14 عامًا، وأعدمهم بشكل جماعي. وأضاف أوزهان: “تعرض المعتقلون هنا لقسوة وتعذيب لا يمكن تصوره، ونحن بدأنا في وكالة الأناضول توثيق تلك الوحشية”.

وأوضح أوزهان أن الوكالة تعمل مع العديد من المنظمات الدولية من أجل تتبع الانتهاكات المرتكبة في سجن صيدنايا، مؤكداً أن الوكالة بصدد إعداد دراسة شاملة لتوثيق تلك الجرائم، مثلما تم توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة في كتابي “الدليل” و”الشاهد”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى