الجيش يدخل الناقورة والأهالي يتريّثون في العودة

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”: شكّلت زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان ضمانة أميركية واضحة، تؤكّد التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان، وأعطت الضوء الأخضر لتسريع العملية بعد فترة من المماطلة والتسويف المتعمّد، والتي شهدت خروقات متكرّرة للقرار الدولي 1701.

ولفتت مصادر لـ “نداء الوطن” إلى أنّ “هوكستين وفي خلال ترؤسه اجتماع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقورة، أكد على جدّية واشنطن في متابعة تنفيذ الاتفاق كونها الراعية له وشدّد على تعهّد إسرائيل بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان إلى ما وراء الخط الأزرق”.

وقد توقّفت المصادر باهتمام أمام تجنّبه الحديث عن الالتزام بمهلة الستين يوماً، تاركاً المشهد ضبابيّاً، وسط تسريبات إعلامية تشير إلى رغبة إسرائيلية في الإبقاء على الوجود العسكري في مواقع محدّدة في الجنوب، مع محاولات التملّص من الاتفاق بهدف تحقيق المزيد من المكاسب وممارسة ضغط أكبر على لبنان و “حزب الله” وإحراجها على الملأ.

انتشار ودعوة

ميدانيّاً، دخل الجيش اللبناني الناقورة بالتنسيق مع قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان “اليونيفيل”، ووصل إلى منطقة مفترق اللبونة وتمركز في ثلاث نقاط: البلدة، منطقة حامول والمرفأ، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي. وأعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، في بيان، أنّ “وحدات الجيش تمركزت حول بلدة الناقورة – صور وبدأت الانتشار فيها. يُستكمل الانتشار خلال المرحلة المقبلة، وستُجري الوحدات المختصّة مسحاً هندسيّاً للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة. لذلك، تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار”.

إلى ذلك، وصف رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة، الدمار في البلدة بأنّه “يشبه الخيال”، وقال لـ “نداء الوطن”: “لقد دمّرت إسرائيل البلدة بالكامل 100%، لجهة البنى التحتية والمرافق العامة والمنازل والأشجار، ولم تترك بشراً ولا حجراً”. كما أكد رغبة الأهالي في العودة إليها، بعد تعليمات الجيش اللبناني الذي سيقوم بمسح شامل لنزع الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وأوضح عواضة، أن “الجيش انتشر في البلدة وتموضع في بعض المواقع داخلها وتسهيلاً لعمليات مرور آليات الجيش وفرقها اللوجستية والهندسية إلى البلدة، وبالتنسيق مع الجيش والجهات الرسمية المعنية، سيتم إعلام الأهالي بتوقيت وخطة العودة في حال توفّر المعطيات الجدّية اللازمة”.

وكانت أكّدت البلدية في وقت سابق أنّ “العودة الآمنة ستكون حصراً بمؤازرة قوّة من الجيش وفرق الدفاع المدني، بعد التأكّد من عدم وجود أي خطر محتمل”. وأوضحت أنّ أي “محاولة للعودة دون التنسيق مع السلطات المعنية قد تترتّب عليها نتائج غير محسوبة”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى