حقل ألغام على طريق الجلسة الرئاسية… ورسائل سعودية وأميركية مرتقبة

جاء في جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة:
وسط تزايد الإعتداءات الإسرائيلية التي تخطّت منطقة جنوب الليطاني لتصل الى جزين وإقليم التفاح، وفي ظل الخروقات المتكررة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بشكل يومي، تزداد المخاوف التي باتت تحيط بمصير اتفاق وقف إطلاق النار بعد انتهاء مهلة الستين يوماً، والوضع الذي سيكون عليه الميدان في الجنوب حينها.

ورغم هذا الوضع الشاذ، أشاد رئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز بجهود الجيش اللبناني الأمنيّة وذلك خلال جولته في منطقة الخيام الجنوبيّة، قائلاً: “أنا معجب للغاية بحرفية الجيش اللبناني وتفانيه، فهو يعمل على مدار الساعة لتوفير الأمن وتفكيك الذخائر غير المتفجرة لكي يتمكّن المواطنون اللبنانييون من العودة الى ديارهم”.

في هذه الأثناء، يترقّب لبنان وصول الموفد الأميركي آموس هوكستين، عرّاب الاتفاق، للمساعدة على معالجة هذا الواقع واستشراف ملامح الهدنة الهشّة عند الحدود الجنوبية.

حراك دبلوماسي

زيارة هوكستين، المتوقعة يوم الاثنين المقبل، لن تكون محصورة بالوضع الأمني فقط، كما تفيد مصادر سياسية عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية، إنما قد تحمل رسائل أميركية على خط الاستحقاق الرئاسي، قبل 4 أيام من الجلسة الرئاسية في التاسع من كانون الثاني الجاري.

واعتبرت المصادر أن الزيارة قد تساهم في اتضاح الصورة الضبابية للاستحقاق، إضافة إلى مدى ارتفاع أسهم مرشحين على حساب آخرين.

وتأتي زيارة هوكستين بعد يومين على زيارة الوفد السعودي إلى لبنان، والتي يشكل الاستحقاق الرئاسي طبقاً أساسياً فيها.

وقد وصل الوفد السعودي برئاسة الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، الى بيروت مساء الجمعة، ومن المتوقع أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري وأن يكون له سلسلة اجتماعات سياسية.

ضبابية رئاسية

وفيما تتكثف الإتصالات بين القوى السياسية لبلورة موقف واضح من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لفتت مصادر متابعة عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى الضبابية التي تحيط بمواقف الكتل النيابية وعدم وضوح الرؤية، باستثناء كتلة اللقاء الديمقراطي، من أجل الإعلان عن تصوّر واضح لطبيعة الجلسة، ومَن هم المرشحون الجديون الذين سيتنافسون على موقع الرئاسة، متسائلة عمّا إذا سيتأمن النصاب المطلوب لعقد الجلسة وضمان عدم تأجيلها.

المصادر تحدثت عن كتلة نار عالقة تنتظر انتخاب رئيس جمهورية لبنان المقبل، وقد تتحوّل الى حقل ألغام طوال ولايته، وهل سيحمل التاسع من كانون معجزة لخلاص لبنان تبدأ بانتخاب الرئيس، أم ستتحول الجلسة الى إخفاق في إنجاز هذا الاستحقاق، وبالتالي تخلّي الدول الداعمة عن لبنان، وتركه الى قدره بعد فشل نوابه بانتخاب رئيس جمهوريتهم.

هل يتصاعد الدخان الأبيض؟

بالتزامن، أعربت مصادر كتلة التنمية والتحرير في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية عن تفاؤلها بعقد الجلسة وتصاعد الدخان الأبيض. لكنها رفضت في المقابل الدخول في أجواء الاتصالات الجارية ومواقف الكتل النيابية والمدوالات التي تجري في هذا الشأن وذلك استجابة لطلب الرئيس بري إلى ما بعد انتخاب الرئيس العتيد.

وفي المواقف، أشارت النائب نجاة عون في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن المداولات الرئاسية لا زالت ضبابية وغير واضحة. ولفتت الى وجود أسماء عدة تدور في الفلك الرئاسي لكن لا شيء واضح بعد، بانتظار ان تعطي الكتل الكبيرة رأيها. فهو يميل الدفة.

وتوقعت عون استمرار الوضع على حاله بانتظار وصول هوكستين إذا سيحمل أي أسماء محددة، لافتة الى تقدم حظوظ قائد الجيش جوزف عون وأن المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري من بين الأسماء المتداولة.

عون أعربت عن رفضها حصرية الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية بالكتل المارونية وحدها، لأنه رئيس جمهورية لبنان وليس رئيس جمهورية الموارنة، وما ينطبق على رئاسة الجمهورية ينطبق ايضاً على رئيس الحكومة.

ورأت أن نجاح جلسة الانتخاب يتوقف على الضغط الخارجي، فاذا كان لدى الخارج نية لانتخاب الرئيس فقد يتصاعد الدخان الابيض اثناء الجلسة، معتبرة أن اسم قائد الجيش هو الأوفر حظاً لغاية تاريخه، لافتة الى وجود تباين بشأن تعديل الدستور وهذه نقطة مهمة يتم النقاش حولها. لكن قائد الجيش أثبت جدية في التعاطي مع كل الأزمات التي مرّ بها البلد وصولاً الى الحرب المقاومة، وهو القادر على تطبيق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.

جلسة وزارية

على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة في الرابعة من بعد ظهر يوم الثلاثاء الواقع في 7 كانون الثاني 2025 في السراي الكبير.

وأوضحت مصادر حكومية لجريدة الانباء الالكترونية ان جلسة مجلس الوزراء تأتي في وقت حساس بالنسبة للبنان حيث تتركز الأنظار على القرارات التي سيتم اتخاذها في ضوء التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها البلد في هذه الفترة. ومن المتوقع ان تناقش القضايا الملحة التي تهم المواطنين بما في ذلك الاجراءات المالية والاقتصادية الى جانب بعض القوانين العالقة في مجلس الوزراء.

ميقاتي – الشرع

من جهة اخرى، وبعد التوتر الحدودي بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين، إضافة إلى القرار السوري المفاجئ بمنع دخول اللبنانيين الذين لا يحملون إقامات الى سوريا، كان لافتاً الإتصال الذي جرى، مساء الجمعة، بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، حيث تم خلاله البحث في العلاقات بين البلدين وبشكل خاص الملفات الطارئة.

كما تطرق البحث الى ما تعرض له الجيش على الحدود مع سوريا في البقاع. وأكد الشرع ان الاجهزة السورية المعنية قامت بكل ما يلزم لاعادة الهدوء على الحدود ومنع تجدد ما حصل.

وفي ختام الاتصال، وجه الشرع دعوة لرئيس الحكومة لزيارة سوريا من أجل البحث في الملفات المشتركة وتمتين العلاقات الثنائية.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى