بين الشكوك الروسية والأدلة الأميركية… من أسقط طائرة أذربيجان؟

تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية من طراز “إمبراير 190” أثناء رحلتها من العاصمة باكو إلى غروزني في جمهورية الشيشان الروسية، مما أسفر عن وفاة 38 شخصاً وإصابة 29 آخرين، بينهم أطفال.
الحادثة التي وقعت فوق بحر قزوين وأثارت جدلاً واسعاً حول أسبابها، تضمنت إشارات إلى احتمال إصابة الطائرة بصاروخ روسي، بينما نفت موسكو الاتهامات ودعت إلى انتظار نتائج التحقيق الرسمي.

انحرفت الطائرة عن مسارها المحدد، وحلقت فوق بحر قزوين قبل أن تتحطم بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية، وفقاً لبيانات موقع “فلايت رادار”. أعلنت السلطات الكازاخستانية أن الطائرة كانت تقل 67 شخصاً، بينهم طاقم مكون من خمسة أفراد.
أسفر الحادث عن مقتل 38 شخصاً، بينما نُقل 11 مصاباً إلى العناية المركزة، وتم إجلاء 12 ناجياً إلى أذربيجان لتلقي العلاج. ووفقاً لوزارة النقل الأذربيجانية، كان بين الركاب 37 أذربيجانياً، وستة كازاخيين، وثلاثة من قرغيزستان، و16 روسياً.
قال والد إحدى أفراد الطاقم، جليل علييف، إن ابنته كانت تستعد لترك وظيفتها بعد هذه الرحلة للعمل كمحامية، معبراً عن صدمته من “النهاية المأساوية لحياتها الشابة”.

وفقاً لمسؤول أميركي تحدث لوكالة “رويترز”، تشير أدلة أولية إلى احتمال إصابة الطائرة بنظام صاروخي روسي مضاد للطائرات. ونقلت قناة “يورونيوز” عن مصادر أذربيجانية أن شظايا مقذوف أصابت الركاب والطاقم أثناء انفجاره بالقرب من الطائرة.
من جهته، رأى الخبير العسكري الروسي يوري بودولياكا أن الثقوب في الحطام تتطابق مع الأضرار التي يسببها صاروخ أرض-جو. كذلك، أشار جيرار لوغوفر، خبير الطيران الفرنسي، إلى أن الأضرار “تشبه” ما حدث للطائرة الماليزية التي أسقطها صاروخ روسي في أوكرانيا عام 2014.
حذّر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف من “التكهنات” حول الحادث، ودعا إلى انتظار التحقيقات الرسمية. وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يوم حداد وقطع زيارته إلى روسيا التي كان من المفترض أن يحضر خلالها قمة لرابطة الدول المستقلة.

وأكد علييف عبر بيان أن “تحقيقاً شاملاً وفورياً” سيُجرى لتحديد أسباب الكارثة، وقدم التعازي لعائلات الضحايا.
وفي خطوة إنسانية، أرسلت روسيا فرقاً طبية ومعدات إلى أكتاو، بينما عبر الرئيس الصيني شي جينبينغ ووزارة الخارجية الفرنسية عن تعازيهم ودعمهم لأسر الضحايا.
الحادثة تعيد إلى الأذهان حادثة الطائرة الماليزية “MH17” عام 2014 التي أسقطت فوق أوكرانيا بصاروخ أرض-جو روسي. هذه الحوادث تثير تساؤلات حول سلامة الطيران المدني في مناطق النزاع وتزايد النشاط العسكري، خاصة مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى