“الجولاني متماسك جداً وسريع البديهة”… كيف كان جوابه عن سؤال حول الشيعة؟

شكّلت الزيارة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى سوريا للقاء رئيس هيئة تحرير الشام برفقة وفد كبير من النواب والمشايخ والإعلاميين، محطة بارزة في استهلال العلاقة ما بين لبنان وسوريا الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد.

فما البارز الذي حملته الزيارة؟ وهل كانت هناك محادثات سرية بين الطرفين؟
في هذا الإطار، تؤكد مصادر متابعة للزيارة لـ “ليبانون ديبايت”، أنه لم تكن هناك أشياء سرية، ولكن تصف ما حصل بالاستثنائي، حيث يُقدّر المسؤولون في سوريا الموقف المتقدّم لجنبلاط، الذي نوّه بالثورة منذ بدايتها.
وتكشف المصادر، أن نصائح كثيرة وُجهت من عدد كبير من الأشخاص إلى جنبلاط بعدم الاستعجال بزيارة دمشق، لا سيما أن الأوضاع لم تستقر، لكنه أصرّ على هذه الزيارة.
وتنبّه إلى أن أحمد الشرع لم ينظر إلى الزيارة من زاوية زيارة درزية إليه، بل من باب زيارة مسؤول لبناني إلى دمشق، معتبراً أنها موقف متقدّم جداً وله خلفية من سنوات طويلة بحكم الممارسات التي قام بها النظام في لبنان.

وتعتبر المصادر أن موقف جنبلاط للقيام بهذه الخطوة بالجرأة والسرعة التي أقدم عليها كان محل تقدير كبير من النظام الجديد في سوريا.
كما تلفت إلى أن لرجال النظام الجديد في سوريا رأياً بأن جنبلاط رجل يتمتع بالخبرة، وهو شخصية عريقة لديها اطلاع واسع على كافة الأمور، وكل رعاتهم يعرفون زعيم المختارة معرفة وثيقة، ومدى أهميته في المعركة السياسية واللعبة السياسية في البلد. فكل هذه العناصر شكّلت استعداداً إيجابياً عندهم حتى قبل لقائه.
أما عن الملاحظات التي تكونت عند الوفد حول شخصية الشرع، فلا تغالي المصادر، على حد تعبيرها، في وصف الرجل بالمتماسك جداً والسريع البديهة، وأجوبته حاضرة دون أي ارتباك، ومداخلته كانت دقيقة ومدروسة بعناية.

وتستشهد على رأيها هذا بإجابته الدقيقة على سؤال في غير مكانه من أحد الصحافيين، الذي سأله عن “الشيعة” بطريقة صغّرت هذه الطائفة، حيث رد بما حرفيته: “صفحة وطويناها وهم مكوّن أساسي في البلد”، معتبرة أن هذه الإجابة ليس من السهل أن تصدر على سؤال مفاجئ وحساس كهذا، وقد شدّد بعد الإجابة على أنه يتطلع إلى الأمام، فكل ما يهم اليوم أن لا يهدد أحد أمن سوريا.
ونفت المصادر أن يكون تم التطرق إلى الوضع الدرزي في سوريا.

أما فيما يتعلق بموضوع مزارع شبعا وما قاله جنبلاط في هذا الإطار، والذي أثار حفيظة الكثيرين، فترى المصادر أن كلامه لا يحمل أي تأويل، مشددة على أنه بالنسبة إلى الأمم المتحدة فإن مزارع شبعا هي سورية، مذكرة أنه في الـ2006 عندما اجتمع كافة الأفرقاء على طاولة الحوار بحضور الشهيد حسن نصر الله وبعد عدة جلسات وأذاع الرئيس نبيه بري، كانت مزارع شبعا موضوع نقاش وخلص البيان في هذا الإطار وبالإجماع على الصيغة التالية: “أجمع المتحاورون على لبنانية مزارع شبعا وأكدوا دعمهم للحكومة في جميع اتصالاتها لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحديدها وفق الإجراءات والأصول المعتمدة المقبولة في الأمم المتحدة.”
وتتوقف المصادر عند كلمة “تثبيت” لتوضح أن المزارع غير مثبتة، وهو ما انطلق منه جنبلاط. وفي الجزء الثاني من البيان عن الأصول في الأمم المتحدة، فإن الأخيرة أكدت لدى مراجعتها “أن المزارع بالنسبة لها سورية، فيجب إبرام اتفاق بين لبنان وسوريا يقول بأن المزارع لبنانية للطلب من إسرائيل الخروج منها”، ولكن لبنان لم يستطع أن يحصل على اعتراف سوري بهذا الأمر.

ويُوضح أن الحكومة اللبنانية حاولت مع سوريا الحصول على هذا الاعتراف، ولكن لم تحصل على ما تريد.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى