بنيرانٍ صديقة… طياران من البحرية الأميركية يُسقطان في البحر الأحمر

أعلن الجيش الأميركي في بيان رسمي صباح اليوم الأحد، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها ناتجة عن “نيران صديقة”.
الحادث وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث قفز الطياران بأمان من طائرتهما المقاتلة من طراز F/A-18، والتي كانت تحلق فوق البحر الأحمر، ووفقاً لبيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية، تم تحديد أن الطائرة أصيبت عن طريق الخطأ من قبل الطراد الصاروخي الموجه “يو إس إس جيتيسبيرج” (CG 64)، وهو جزء من مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان”.

وأشار البيان إلى أن الطراد “يو إس إس جيتيسبيرج” أطلق النيران عن غير قصد على الطائرة المقاتلة F/A-18 التي كانت تحلق بالقرب من حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان”، ما أدى إلى إسقاطها.
وتابع البيان أن الطيارين تم إنقاذهما بسرعة وبأمان، مع تسجيل إصابة طفيفة لأحد أفراد الطاقم. ولم يُسجل الحادث أي تأثيرات نتيجة لنيران معادية، بحسب القيادة المركزية.
وفيما يتعلق بتفاصيل الحادث، أوضحت القيادة الأميركية أن الحادث لم يكن ناتجًا عن نيران معادية، بل كان نتيجة خطأ في تحديد الهدف من قبل الطراد الصاروخي، وأضاف البيان أن التحقيقات جارية للتأكد من الملابسات الكاملة للحادثة وتفادي تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.

تسلط هذه الحادثة الضوء على المخاطر التي تواجه العمليات العسكرية في منطقة البحر الأحمر، والتي تعتبر واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية حساسية في العالم، المنطقة تشهد منذ فترة تصاعدًا في الهجمات على السفن التجارية من قبل الحوثيين في اليمن، الذين يواصلون تهديد الملاحة البحرية في هذا الممر المائي الحيوي. ورغم وجود دوريات عسكرية أميركية وأوروبية في المنطقة، إلا أن الهجمات الحوثية لا تزال مستمرة.
وفي وقت الحادث، كانت القوات الأميركية تقوم بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة. وقد تسببت هذه العمليات العسكرية في زيادة التوترات في البحر الأحمر، الذي يعد أحد أهم الممرات التجارية الدولية.

لا تقتصر المخاطر على الهجمات الحوثية فقط، بل تشمل أيضًا التهديدات من الجماعات المسلحة الأخرى والمناوشات بين الأطراف المتنازعة في اليمن، حيث يساهم النزاع المستمر في تعقيد الأمور الأمنية بشكل عام. وفي ظل هذه التهديدات، تحرص القوات الأميركية على الحفاظ على وجود عسكري قوي في المنطقة، حيث يتم تنفيذ عمليات دورية لمكافحة الإرهاب والتهديدات البحرية.
منذ بداية العام، تكثفت الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر، وهو ما دفع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إلى تعزيز وجوده في هذه المنطقة الحيوية. إلا أن هذا الحادث يسلط الضوء على المخاطر التي قد تنشأ حتى في أوقات تنفيذ العمليات العسكرية الدقيقة.

وأشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أنه تم بدء تحقيق شامل للتأكد من كافة تفاصيل الحادث وأسبابه، بالإضافة إلى مراجعة الإجراءات والأنظمة المتبعة في عمليات الاستهداف وتحديد الأهداف في البحر الأحمر. وعُبرت القيادة عن قلقها البالغ من مثل هذه الحوادث، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
يشير هذا الحادث إلى التحديات الكبيرة التي تواجه القوات العسكرية في مناطق النزاع المعقدة، مثل البحر الأحمر، وعلى الرغم من الدوريات العسكرية المكثفة، تظل المخاطر عالية في المنطقة التي تعد شريانًا حيويًا لحركة التجارة الدولي، كما أن استمرار الهجمات الحوثية يرفع من مستوى التأهب واليقظة لدى القوات العسكرية الأميركية والدولية.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى