أسرار جديدة مروّعة.. “معاجم خاصة بالتعذيب” في “سجون الأسد”
يعد “الفرع 322” في حلب واحداً من مئات المنشآت التي كانت تحتجز وتستجوب المدنيين وضباط الجيش على حد سواء، وتجنّد السكان المحليين لمراقبة جيرانهم. وتقول صحيفة “واشنطن بوست” إن الملفات التي عثر عليها في قبو الفرع التابع لأمن الدولة في عهد نظام بشار الأسد تقدم تفاصيل دقيقة عن الانتهاكات التي طالت السوريين خلال حقبة حكم عائلة الأسد.
وتحتوي الملفات الورقية التي تعود تواريخها إلى الأشهر الأولى من انتفاضة عام 2011 ضد الأسد، تفاصيل حول كيفية تصدي النظام لهذه الثورة. وتشير الوثائق إلى أن النظام اتبع سياسة “تنظيف” المناطق من الأشخاص المطلوبين، عبر اعتقالهم واستجوابهم ومشاركة تفاصيل عمليات الاستجواب مع جميع الفروع الأمنية الأخرى من أجل استخدامها لاحقا في تحديد وملاحقة أهداف جديدة.
وبحسب الصحيفة فإن مدخل “الفرع 322” كان مليئا بهويات التعريف الخاصة بأشخاص يعتقد أنهم احتجزوا هناك، وبعضهم من دون جريمة أو شبهة، بل لمجرد استخدامهم من أجل انتزاع اعترافات من أشخاص آخرين.
ومن بين الوثائق التعريفية التي عثر عليها، ستة على الأقل تعود لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات ووثائق أخرى لفتيات شابات.
وداخل المنشأة، كانت الأصفاد لا تزال معلقة من أنبوب كان المحققون يعلقون عليه المعتقلين، وهي طريقة كانت تستخدم لكسر عظام الأكتاف والمعاصم للمحتجزين.
وبحسب معتقلين سابقين، فإن أجهزة النظام القمعية كان لديها “معاجم خاصة بالتعذيب”.
وأعلنت فصائل المعارضة التي أسقطت نظام الأسد خلال الأسبوعين الأخيرين إخراجها الآلاف من السجون السورية في مناطق عدة، بينها، وكان بعضهم محتجزاً منذ الثمانينات.
وانتشرت صور المعتقلين السابقين وهم يسيرون أحراراً ولكن منهكين وهزيلين وبعضهم يحتاج إلى المساعدة حتى للوقوف.
وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي تغص بفيديوهات لأشخاص ظهرت عليهم علامات اضطرابات نفسية وعقلية خلّفتها سنوات الاعتقال الطويلة.
وكشفت شهادات الناجين أن الاضطرابات النفسية لدى بعض السجناء ترجع إلى طرق التعذيب المروعة المُستخدمة من قبل السجانين، سواء خلال التحقيق مع المعتقل في أول فترات اعتقاله لانتزاع اعترافات منه، أو حتّى بعد نقله إلى السجون السياسية الأكثر دموية. (الحرة)