هل تحمل الأعضاء المنقولة ذكريات المتبرع؟
تثير ظاهرة تغير شخصية متلقي زرع الأعضاء جدلاً علمياً وأخلاقياً واسعاً. وتشير الكثير من التقارير إلى أن متلقي زراعة الأعضاء، وخصوصاً القلب، يعانون من تغييرات مفاجئة في شخصياتهم وتفضيلاتهم. فقد يصبحون مهتمين بأنواع جديدة من الموسيقى أو الطعام، أو قد يختبرون حتّى تغييرات في ميولهم الجنسية.
هذه التغييرات الغامضة أطلقت شرارة جدل علمي واسع حول ما إذا كانت هذه الأعضاء المنقولة تحمل معها نوعاً من “الذاكرة” أو “الروح”. وبحسب بعض العلماء قد تكون ناجمة عن ما يسمى “الذاكرة الخلوية”. فربما تحمل الخلايا الفردية في العضو المزروع نوعاً من الذاكرة التي يمكن نقلها إلى الجسم الجديد. هذه الفرضية، وإن كانت مثيرة للاهتمام، إلا أنها لا تزال قيد البحث والدراسة، ولا يوجد دليل قاطع عليها حتى الآن.
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن هذه التغيرات قد تكون ناجمة عن عوامل نفسية وبيولوجية أخرى. فالعلاج المناعي المكثف الذي يتلقاه متلقي الزرع قد يؤثر على وظائف الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات في المزاج والسلوك. كما أن الضغط النفسي المصاحب لعملية الزرع والجراحة قد يساهم في هذه التغيرات.