نتنياهو يستغلّ محاكمته للترويج لنفسه
لم تمنع المواجهات على جبهات عدّة التي تخوضها الدولة العبرية، من مثول رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو للمرّة الأولى أمس أمام محكمة في تل أبيب، في إطار محاكمته المستمرّة منذ فترة طويلة في قضايا فساد، حيث أدلى بأقواله وروّج لنفسه وسياساته، معتبراً أنه مستهدف من الإعلام بسبب نهجه الأمني الصارم.
وهاجم نتنياهو وسائل الإعلام الإسرائيلية بسبب ما وصفه بموقفها اليساري، متهماً الصحافيين باستهدافه لسنوات لأن سياساته لا تتفق مع الدفع نحو إقامة دولة فلسطينية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي للقضاة الثلاثة المعنيين بالقضية «انتظرت ثماني سنوات حتى هذه اللحظة كي أقول الحقيقة… لكن أنا أيضاً رئيس وزراء… أقود البلاد في حرب على سبع جبهات. وأعتقد أنني قادر على التوفيق بين المهمّتين».
واستمرّ إدلاء نتنياهو بأقواله أربع ساعات تقريباً وسيستأنفها اليوم. وقد تسلّم رسائل مكتوبة من سكرتيره العسكري مرّتين خلال إدلائه بشهادته، ليطلب للمرّة الأولى وقف الجلسة موَقتاً ويشدّد على ضرورة مواصلة مهامه رئيساً للوزراء.
واعتبرت المحكمة الأسبوع الماضي أن نتنياهو المُتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، يجب أن يُدلي بأقواله ثلاث مرّات في الأسبوع، ما سيُجبره على التنقل بين قاعة المحكمة وغرفة إدارة الحرب في وزارة الدفاع على بُعد دقائق من مقرّ المحكمة.
ويواجه نتنياهو اتهامات في ثلاث قضايا تتعلّق بتلقي هدايا من أصدقائه من رجال الأعمال، وسعيه إلى منح خدمات تنظيمية لأباطرة الإعلام مقابل تغطية إخبارية إيجابية عنه. ونفى نتنياهو الاتهامات الموجّهة إليه ودفع ببراءته. ووقف داخل منصّة الشهود ولم يجلس طوال فترة إدلائه بأقواله في الصباح، وقال: «لو كنت أُريد تغطية جيّدة، كلّ ما كان علي فعله هو الإشارة إلى حلّ الدولتين… لو كنت قد تحرّكت خطوتين إلى اليسار لحظيت بالإشادة». وصوّر نفسه في إجابات طويلة على أنه مُدافع قوي عن أمن إسرائيل، وأنه يُقاوم ضغوطاً من قوى دولية ووسائل إعلام محلّية معادية.
وكان نتنياهو مبتسماً عندما دخل محكمة تل أبيب الجزئية، فيما كانت قد نقلت المحاكمة من القدس لأسباب أمنية غير مُعلنة، وعُقدت في قاعة محكمة تحت الأرض. وقبل أن يُدلي نتنياهو بأقواله، قدّم محاميه أميت حداد للقضاة ما يعتبره الدفاع عيوباً أساسية في التحقيق. ورأى حداد أن المدّعين العامين «لم يكونوا يُحققون في جريمة، بل كانوا يستهدفون شخصاً».
وتجمّع بضع عشرات من المحتجّين في الخارج، بعضهم من المؤيّدين له والبعض الآخر يُطالبه ببذل المزيد من الجهود للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، في وقت أكدت فيه الخارجية القطرية أن الدوحة عادت للتواصل مع «حماس» وإسرائيل بـ «حسن نية» في إطار مفاوضات تهدف إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
من جهة أخرى، سيلتقي البابا فرنسيس برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غداً الخميس، وفق الفاتيكان. ويتوجّه عباس إلى إيطاليا هذا الأسبوع حيث سيلتقي أيضاً بالرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.