“المسلخ البشري”… الكشف عن أسرار سجن صيدنايا
كشف منشقون وسجناء سابقون عن تفاصيل جديدة بشأن سجن صيدنايا، أحد أكثر السجون سرية ورعباً في العالم، حيث تسعى فرق البحث والإنقاذ لفهم كيفية عمل النظام المعقد داخل السجن، من خلال شهادات شهود من الداخل.
سجن صيدنايا، الذي يُعتبر رمزاً للقمع الوحشي تحت حكم النظام السوري، يشتهر بأنه “المسلخ البشري”، وفقاً لمنظمة العفو الدولية، بسبب ممارسات التعذيب والقتل الممنهج التي مورست بحق الآلاف من المعتقلين.
وأشار ضابط منشق عن سجن صيدنايا إلى وجود غرفة تحكم رئيسية تقع في الطابق الأرضي، والتي ترتبط بسرداب مخفي يبدأ من المطبخ. هذا السرداب يسمح بدخول شخص واحد فقط وهو المسؤول عن تشغيل النظام الكهربائي للأبواب المتحركة التي تفصل المهاجع.
وأضاف الضابط أن “تصميم السجن يتضمن أبواباً رئيسية تقع في منتصف الطريق المؤدي إلى منطقة الزلازل، ما يعكس البنية المحصنة والمعقدة للسجن لضمان السيطرة التامة”.
وفي خطوة ميدانية هامة، تمكّن مقاتلو الفصائل السورية المسلحة من دخول سجن صيدنايا صباح أمس الأحد، وتم تحرير جميع المعتقلين بداخله، وهو ما اعتُبر من قبل ناشطين حدثاً تاريخياً ضد أحد أبرز رموز القمع في سوريا.
وأظهر أحد المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا، خالد كلثوم، في فيديو يوضح فيه أن الهدم داخل السجن لن يجدي نفعاً، بينما شرح خطة الدخول عبر ممر قريب من غرفة الأمانات، مبرزاً موقع باب الخروج الذي يقع في منطقة “الندوة”.
وقد تم الكشف عن معلومات أخرى من ضابط منشق تُظهر أن السجن يضم غرفة تحكم رئيسية مرتبطة بسرداب مخفي، وتعمل الأبواب المخفية والجدران المتحركة في فصل المهاجع عن بعضها البعض، مما يزيد من سرية السجن وتعقيداته الأمنية.
وفي تشرين الأول 2022، أشار تحقيق نشرته رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا إلى تورط القضاء السوري ومستشفى تشرين العسكري في التغطية على جرائم السجن، حيث كانت شهادات الوفاة تُصدر للمعتقلين الذين تم تصفيتهم، بينما كان القضاء يصدر أحكام الإعدام.
وكان سجن صيدنايا، الذي تأسس في الثمانينيات، يُعدّ من أخطر السجون في العالم، وواجه المعتقلون فيه أبشع أساليب التعذيب، وكان يعد بمثابة رمز للتنكيل بحق المعتقلين السياسيين في سوريا.