“لو كان هناك درزي واحد… لما وقع هجوم 7 أكتوبر”
كشف الدكتور عوفر غروزبرود، الخبير النفسي الذي عمل سابقًا مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (أمان)، عن الأسباب النفسية والثقافية التي أسهمت في فشل المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية خلال هجوم 7 تشرين الأول، مُشيرًا إلى أن غياب التنوع الثقافي والتفاهم بين الثقافات داخل الأجهزة الأمنية كان من العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذا الإخفاق.
في مقابلة مع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، تحدث غروزبرود عن تجربته كمستشار نفسي في جهاز الاستخبارات، موضحًا أن النظام الأمني الإسرائيلي يعاني من “العمى الثقافي”، وهو غياب الاهتمام بالعوامل النفسية والثقافية في تحليل خصوم إسرائيل.
وأوضح قائلاً: “الاعتماد الكامل على التحليل العقلاني دون مراعاة الخلفيات الثقافية والعاطفية قد أدى إلى فشل في فهم نوايا حركتي حماس وحزب الله، مما ساهم في وقوع الكارثة”.
وأكد غروزبرود أن غياب التنوع الاجتماعي والثقافي في جهاز الاستخبارات، وخاصة غياب تمثيل الطوائف الشرقية مثل الدروز، كان له دور كبير في ضعف فهم ديناميكيات المنطقة. وقال: “لو كان هناك درزي واحد في الفريق الأمني، لكان فَهِم طبيعة المنطقة وثقافتها بشكل أعمق، وربما كان ذلك سيساعد في تجنب الكارثة”.
كما تطرق غروزبرود إلى اقتراحه السابق أثناء عمله مع أمان بتشكيل وحدة متخصصة لاستهداف قادة المنظمات المسلحة بشكل مباشر كإجراء ردع، مؤكدًا أن هذا الاقتراح لم يُلقَ قبولا بسبب غياب الفهم الكافي للعوامل النفسية والثقافية في تعامل إسرائيل مع خصومها. وقال: “القيادات الإسرائيلية تتعامل مع التهديدات من منظور عقلاني بحت، متجاهلة الجوانب العاطفية والثقافية التي تشكل دوافع الخصوم”.
وفي كتابه الجديد بعنوان “نهاية دولة إسرائيل؟”، يتناول غروزبرود انتقاده العميق للقيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، محذرًا من أن تجاهل الجوانب النفسية والثقافية سيؤدي إلى مزيد من الإخفاقات في المستقبل.
يشير غروزبرود إلى أن إدراك الفوارق الثقافية بين إسرائيل وخصومها في لبنان وفلسطين هو أمر بالغ الأهمية. فهو يرى أن تجاهل هذا البُعد يجعل من الصعب على الإسرائيليين فهم دوافع الأطراف الأخرى. ويركز على أن المشكلة ليست فقط في ضعف الفهم، بل في “العنجهية” التي تتعامل بها القيادة الإسرائيلية، ما يزيد من تعقيد الصراع في المنطقة.
وفي ختام حديثه، شدد غروزبرود على ضرورة معالجة هذا “العمى الثقافي” في أجهزة الأمن الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن فهم النسيج الاجتماعي والثقافي للخصوم يعد أمرًا حيويًا لتجنب المزيد من الإخفاقات. واعتبر أن هذا الفهم ليس مهمًا فقط في السياق الإسرائيلي، بل أيضًا في طريقة تعاملها مع المنطقة ككل.