بعد حماة… خبير يتحدّث عن “الهدف التالي” للجماعات المسلّحة
شهدت الساحة السورية تطورًا ميدانيًا بالغ الخطورة بعد سيطرة التنظيمات المسلحة على مدينة حماة، مما أثار تساؤلات حول الهدف التالي لهذه الجماعات. وتشير تقارير إلى أن مدينة حمص قد تكون الهدف القادم، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من توسيع دائرة الصراع.
ناقش الخبير العسكري والاستراتيجي تركي الحسن تداعيات هذا التطور الميداني في حلقة خاصة على “سكاي نيوز عربية”. وتناولت الحلقة الأحداث الأخيرة في حماة، حيث انسحب الجيش السوري من المدينة بعد معارك ضارية، لإعادة تنظيم صفوفه. وأكد الجيش في بيان رسمي أن الانسحاب جاء ضمن خطة لإعادة الانتشار والتموضع، مشيرًا إلى التزامه باستعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات المسلحة.
وحسب الحسن، فإن مدينة حمص، التي تقع على بُعد أقل من 40 كيلومترًا جنوب حماة، تعد هدفًا استراتيجيًا مهمًا للتنظيمات المسلحة. وأضاف أن السيطرة على حمص ستمكن هذه الجماعات من الوصول إلى طرق رئيسية نحو دمشق والساحل السوري، حيث تتمركز المنشآت العسكرية الروسية، مما يجعل المدينة نقطة محورية في المعركة. وحذر الحسن من أن خسارة حمص قد تؤدي إلى فصل الساحل عن العاصمة السورية، مما يعقد الوضع الميداني بشكل كبير.
وقد يشهد الصراع تغيرات جذرية في موازين القوى على الأرض، خاصة مع تكثيف التنظيمات المسلحة محاولاتها للسيطرة على المدينة. كما ناقش البرنامج الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة، داعيًا إلى حل سياسي شامل.
وفي السياق ذاته، أكدت موسكو التزامها بتقديم الدعم العسكري لدمشق، بينما لفت الحسن إلى أن إيران، التي تعاني من تحديات داخلية وخارجية، لا تزال تدعم قوات موالية لها في سوريا رغم التغيرات الإقليمية والدولية.
وحول إمكانية تكرار سيناريو سقوط حماة في حمص، أشار الحسن إلى أن المدينة تتميز بتنوع سكاني قد يعزز مقاومتها، لكنه حذر من أن التنظيمات المسلحة قد تستغل هذا التنوع لإثارة الفوضى. كما أشار إلى وجود حزب الله في بعض مناطق حمص منذ عام 2013، ما قد يعقد الوضع في حال تصاعد العمليات العسكرية.
كما لفت الحسن إلى أن الفصائل المسلحة قد تستهدف حمص من عدة محاور، مؤكدًا على ضرورة تعزيز الدفاعات العسكرية لتجنب حدوث اختراق مماثل لما وقع في حماة. وأشار أيضًا إلى الأزمة الإنسانية الناجمة عن التصعيد العسكري، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن نزوح نحو 280 ألف شخص بسبب القتال، مع توقعات بارتفاع العدد في حال استمرار العمليات العسكرية.
من جانبه، أكد الحسن أن الوضع الإنساني قد يتفاقم بشكل أكبر إذا لم يتم التوصل إلى حلول سياسية أو فرض هدنة ميدانية. كما أكد أهمية منطقة الساحل السوري، التي تضم منشآت عسكرية روسية رئيسية، محذرًا من أن أي تقدم للتنظيمات المسلحة نحو هذه المنطقة قد تكون له تداعيات خطيرة، خاصة مع وجود مقاتلين أجانب في صفوف هذه الجماعات، ما يزيد من تعقيد الوضع الميداني.