خاص- منصة Bytesi والاحتيال المنتشر في لبنان
في الآونة الأخيرة، أصبحت منصة Bytesi حديث الشارع في لبنان، مستهدفة آلاف الأشخاص الباحثين عن فرصة لتحقيق دخل إضافي أو استثمار سريع ومضمون.
تعتمد هذه المنصة على استراتيجيات خادعة لجذب الناس، مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة لتوقعهم في شباك الاحتيال.
تدعي Bytesi أنها مرخصة وتبرز وثائق مزورة توهم المستخدمين بشرعيتها، وتروج لنفسها على أنها تعمل في مجال تداول العملات الرقمية. كما تعد بأرباح يومية تصل إلى 3% من قيمة رأس المال، وهو أمر غير منطقي في أي سوق استثماري حقيقي.
الحقيقة أن Bytesi ليست سوى واجهة لعملية احتيال ممنهجة. لا تقوم بأي تداول فعلي للعملات الرقمية، بل تعتمد على أموال المشتركين الجدد لدفع أرباح مزعومة للمشتركين السابقين. هذا النظام الهرمي ينهار بمجرد توقف تدفق المشتركين الجدد، مما يؤدي إلى خسارة الجميع أموالهم. وما يزيد الأمر خطورة أن هذه المنصة تروج لنفسها بأنها تأسست منذ عام 2018 لإضفاء المزيد من المصداقية، بينما هي في الواقع تظهر فجأة، وتنتشر بسرعة، ثم تختفي بمجرد جمع أموال كافية.
كل فترة، تظهر منصات مشابهة تستخدم نفس الأسلوب في الاحتيال. تبدأ بوعد المستخدمين بأرباح خيالية مقابل رسوم تسجيل أو استثمارات، ثم تختفي بعد فترة قصيرة بعد أن تجمع أموال الضحايا. هذه المنصات تعتمد على حاجة الناس الماسة إلى المال وتجعلهم فريسة سهلة لوهم الأرباح السريعة.
المخاطر الناتجة عن التعامل مع منصات مثل Bytesi لا تقتصر فقط على خسارة الأموال، بل تشمل أيضًا التعرض للمساءلة القانونية في بعض الحالات إذا قمت بدعوة أشخاص آخرين للانضمام.
في النهاية، هذه المنصات تعمل خارج أي إطار قانوني حقيقي ولا تقدم أي ضمانات لاستعادة الأموال.
وفقًا لما أشار إليه رولان أبي نجم، خبير الأمن السيبراني والاستشاري التقني، فإن تطبيق Bytesi مصنف كواحدة من أكبر عمليات الاحتيال وسرقة الأموال. و أن التطبيق ليس مسجلاً في أي منصة معروفة مثل App Store أو Google Play، مما يعزز الشكوك حول شرعيته، وأكد أن النظام يقوم على نموذج احتيالي مشابه لعمليات Ponzi وPyramid Scheme، حيث يتم استقطاب المزيد من الضحايا لضمان استمرارية الأرباح الوهمية.
على الجميع توخي الحذر من الوقوع في فخ مثل هذه المنصات التي تستغل ظروف الناس لسرقة أموالهم ، ومن الضروري نشر التوعية والإبلاغ عن مثل هذه الأنشطة المشبوهة للجهات المختصة لوقف انتشارها وحماية المجتمع من الوقوع في شراكها.