تحذيرات بالمغادرة.. لهذه الأسباب اتخذ قرار ترحيل الأجانب من لبنان
ميشال نصر – الديار
في انتظار الخطوة العسكرية التالية، التي قد تتضمن اجتياحا بريا قريبا جدا لقطاع غزة، فيما التوتر مستمر على الحدود الجنوبية، مع مواصلة اسرائيل هجماتها التي يقابلها حزب الله بردود مناسبة “مدوزنة” حسب الحاجة ووفقا لنظرية “الصبر الاستراتيجي” المعتمدة، في موازاة اصرار فصائل فلسطينية على استخدام الجنوب كساحة، وسط تسليم رئيس حكومة تصريف الاعمال واقراره بانه ليس حكومة حرب.
مصادر دبلوماسية اشارت الى ان الموفدين الاجانب الذين زاروا لبنان ركزوا في مباحثاتهم مع المسؤولين الذين التقوهم على نقطتين اساسييتين: الاولى، ضمانات بان لا تهاجم اسرائيل لبنان او تنفذ اي عمليات امنية عسكرية سواء على الحدود او في الداخل اللبناني، وثانيا، ان قرار “انهاء” حماس قد اتخذ دوليا، ولا رجوع عنه، بهدف اسقاط الورقة السنية الوحيدة التي تملكها طهران.
وتتابع المصادر بان الجانب اللبناني، بدوره ابلغ من راجعوه، بان حز-ب الله يعتمد راهنا على اشغال العدو الاسرائيلي عبر المواجهات التي تجري على الجبهة الجنوبية، لتخفيف الضغط عن حماس، واجبار الجيش الاسرائيلي واستنزاف جزء من احتياطه على الجبهة الشمالية، في اطار خطة وضعها محور المقاومة.
وكشفت المصادر ان التقديرات الاستخباراتية، تتقاطع عند مجموعة من النقاط تشكل دعائم الاستراتيجية التي على اساسها سيتعامل المحور مع اي هجوم بري اسرائيلي، حيث بات من الاكيد ان الهجوم سيكون محدودا، وهدفه شريط جغرافي حدودي يمتد على طول 48 كلم وبعرض 10 كيلومترات، بات ممهدا الدخول اليه بالنار، نتيجة الدمار اللاحق به، ففي حال استطاعت حركة حماس بدعم من الفصائل من جهاد اسلامي وغيرها من الصمود، لن يكون هناك اي فتح لجبهات اخرى او توسيع للنطاق الجغرافي للحرب.
اما في حال نجاح الخطة الاسرائيلية، والكلام للمصادر،وتمكنت تل ابيب من فرض شروط سياسية قاسية، فان كرة ثلج الجبهات التي ستفتح ستكبر بسرعة، وما الهجمات التي تعرضت لها القواعد الاميركية في العراق وسوريا، واستهداف احدى المدمرات الاميركية في منطقة البحر الاحمر من اليمن، سوى دليل اضافي على وحدة الساحات، من جهة، ودليل على تراتبية فتح الجبهات، التي سيكون اخرها لبنان، نظرا للظروف الداخلية الموضوعية الناتجة عن الاوضاع التي تعاني منها البلاد.
ورات المصادر ان ما حصل في مسالة البلوك رقم 9، وبالامس في ما خص التامين العالمي على طائرات شركة طيران الشرق الاوسط، والدعوات المتتالية للرعايا الاجانب لمغادرة لبنان، وغدا التامين على البواخر والبضائع القادمة الى لبنان، الذي صنف بانه بلد في حرب، ليست سوى من باب الضغوط، التي ستتصاعد، والتي قد تصل الى حدود لن يكون بالامكان تخطيها،هذا من جهة، اما من جهة ثانية، فهي رد سياسي على العمليات التي تنفذ ضد الاميركيين.
واعتبرت المصادر ان موقفي روسيا والصين، جاءا خلافا للتوجهات الدولية العامة، اذ تجنبا المواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية، وان كانت المعلومات الاستخباراتية تؤكد ان موسكو عززت من تواجدها الجوي على طول الساحل السوري، وهو ما دفع وفقا لبعض المعلومات الى تنفيذ الطائرات الاميركية من طراز “اف-35” والتي انطلقت من البحر دفعة الغارات الاخيرة على سوريا، في وقت لا يفارق فيه الطيران المروحي القتالي البريطاني سماء غزة، في وقت ارتفعت وتيرة تحليق طائرات التجسس الاميركي فوق لبنان وعلى طول الساحل اللبناني السوري.
وختمت المصادر بان الرد الاميركي على “الاعتداءات” خلال الساعات الماضية حتمي، فالرسالة وصلت وجاري الاعداد للرد عليها، معتبرة ان السفارات الغربية لم تسقط من حساباتها وجود مخطط منظم في استهداف المقرات الدبلوماسية الغربية في بيروت، من هنا جاءت التحذيرات بالمغادرة، المرتبطة بالوضع الداخلي اللبناني غير المستقر.