عملية “يافا” تابع… لائحة اتهام تروي التفاصيل!
قدم محاميان إسرائيليان إلى المدعي العام في تل أبيب، لائحة اتهام، أمس الأحد، ضد فلسطينيين من مدينة الخليل، هما أحمد عبد الفتاح الهيموني البالغ 25 عاما، ومحمد راشد مسك، لدورهما في هجوم مميت تكاتفا على القيام به في عتمة ليل أول تشرين الأول الماضي، واستهدف متواجدين قرب محطة للقطار بيافا، وانتهى بقتل 3 رجال و4 نساء، وجرح 16 آخرين. كما أدى لجروح بالغة أصابت الهيموني قبل اعتقاله. أما مسك، الأصغر سنا منه بأربعة أعوام، فقتله أحد المارة بالرصاص.
تذكر اللائحة أن هيموني استخدم سكينا لطعن الركاب والمارة، فيما أمعن مسك في إطلاق النار كيفما كان من بندقية طراز M-16 هجومية أثناء العملية التي تزامنت مع هجوم صاروخي شنته إيران ذلك اليوم على إسرائيل، بحسب ما طالعت “العربية.نت” في ترجمات ما ورد بوسائل إعلام، إضافة لتقرير نشره اليوم موقع Ynet باللغة الإنجليزية التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
ووجهت اللائحة 7 تهم لهيموني بالقتل العمد، و12 تهمة بمحاولة القتل، كما والدخول غير القانوني إلى إسرائيل، إضافة إلى “نقل أسلحة لأغراض إرهابية” وفق اللائحة الوارد فيها أنه “تآمر مع مسك لتنفيذ الهجمة بدافع من أسباب إيديولوجية قومية، ربما انتقاما للحرب بغزة”. وكجزء من خطتهما، حاولا الانضمام إلى “كتائب جنين” للحصول منها على أسلحة وتوجيهات، فقيل لهما “ليس ذلك ممكنا بسبب الضغوط العسكرية” ذلك الوقت، وأن الاتصال بهما سيتم بعد مغادرة القوات الإسرائيلية لجنين.
كما تشمل لائحة الاتهام فلسطينيين آخرين، هما عبد الرحيم عفيف جودت هيموني، وأحمد رفيق محمد هيموني، اللذين حاولا الانضمام إلى هيموني ومسك في لواء جنين، فأبلغهما الاثنان بخطتهما الأصلية، وهي القيام بهجوم يؤدي إلى قتل عدد كبير في مكان مزدحم مثل ملعب لكرة القدم، فاتفق الجميع على التوجه إلى تل أبيب، ومع كل منهم سلاح ناري.
وقبل أيام من الهجوم، أبلغ مسك عفيف ورفيق بنيته شراء بندقية M-16 أميركية الصنع، فساعداه ماليا للحصول عليها. وفي 30 أيلول، أي قبل يوم من الهجوم، اشتراها مسك من مجهول، وعندما عرض على عفيف ورفيق المشاركة بالهجوم “ولكن بسكاكين فقط” رفضا وصرحا بأنهما سيشاركان بمجرد حصولهما على أسلحة نارية.
وكتب هيموني وصيته لذويه، والوحيد الذي وافق على الانضمام إلى مسك، مسلحا بسكين فقط، هو هيموني الذي تسلل معه إلى إسرائيل يوم الهجوم، وعلى كتف كل منهما حقيبة بداخلها مجلات والسلاح، وعند وصولهما قرب ملعب لكرة القدم، سألا سائق تاكسي نقلهما إلى هناك عما إذا كانت مباراة كرة قدم مقررة ذلك المساء، فأجاب أنه بسبب الحرب والهجوم الصاروخي الإيراني المتوقع ذلك الليلة، لن تقام أي مباراة، فانتظرا لفترة في مرآب للسيارات، حيث كتب هيموني وصية على هاتفه المحمول وأرسلها إلى ذويه، مفترضا أنه سيلقى حتفه في الهجوم.
ومن مرآب السيارات مضى الاثنان إلى مسجد قريب، وبعد الانتهاء من صلاتهما فيه، قاما بتجهيز السلاح في غرفة الوضوء، ثم وقف مسك عند مدخل قاعة الصلاة في المسجد، وهيموني بجانبه، وراح يصرخ طالبا ممن فيه من مصلين بعدم مغادرته وإلا فإنهم سيتعرضون لأذى. وحين كانت السابعة مساءً، لاحظ الاثنان وصول قطار، فركضا نحوه، حيث كان مسك مع بندقيته، وهيموني مع سكينه. وعندما توقف القطار عند الرصيف، بدأ ماسك بإطلاق الرصاص على عشرات خرجوا من القطار، ثم داخل إحدى العربات، بينما طعن هيموني بعض الركاب في الوقت نفسه.
وبالإضافة إلى ذلك، لاحظ هيموني ومسك شخصًا على دراجة بخارية كهربائية وطالباه بالتعريف بأنه يهودي أو عربي. وعندما لم يستجب، حاول هيموني قتله، وطعنه مرتين بظهره وخصره. وتؤكد لائحة الاتهام أنه فعل ذلك بسبب يهودية الضحية الذي بدأ في الركض وتمكن من الفرار. ثم لاحظ أحد المارة المسلحين، ووفقًا للائحة الاتهام، حاول هيموني طعنه أيضا، لكنه تمكن من إطلاق النار عليه وتحييده، بينما قام آخرون بتحييد مسك.