محافظ الجنوب: حرب كبيرة بإمكانات صغيرة
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
منذ اليوم الأول لدخول لبنان الحرب في 8 تشرين الأول 2023، أعلنت محافظة لبنان الجنوبي حالة الاستنفار العام وفعّلت خطة الطوارئ، بمواكبة من المحافظ منصور ضوّ.
كان الهمّ الأول تأمين مراكز الإيواء وتوفير الاحتياجات الضرورية، فكانت حملة تنسيق بين المحافظ والجهات الرسمية والأهلية والإنسانية، بتوجيهات من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي.
يقول المحافظ ضو لـ «نداء الوطن» إن «المرحلة الأولى كانت الأصعب، وتمثّلت في استيعاب جميع النازحين، كي لا يبقى أحد خارج مركز إيواء أو من دون سقف يحميه»، وانصبت «الجهود على متابعة احتياجات المواطنين الصامدين في بلداتهم وقراهم التي تتعرض للقصف، وكذلك العائلات التي لا تزال في مراكز الإيواء بمناطق الخطر. أما اليوم، فانتقلنا إلى المرحلة الثانية، وهي إحصاء النازحين في المنازل، سواء المستأجرين أو من هم بضيافة أقارب أو أصدقاء لهم، بعد أن أطلقنا رابطاً إلكترونيّاً للتسجيل، بهدف الوصول إليهم وتقديم المساعدات رغم ندرتها».
أزمة وشكوى
لم يُخفِ ضوّ أنه رغم التضامن، هناك شكاوى من ضعف إمكانيات الدولة. وبفضل تضافر الجهود مع الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية، استطعنا تأمين الحاجات الأساسية. كما بدأنا بتوسيع نطاق تقديم المساعدات للنازحين خارج مراكز الإيواء، ونسعى لزيادة الدعم ليصل إلى كل محتاج».
أمن النزوح
وضع المحافظ المشاكل في مراكز الإيواء في الإطار الفردي، نظراً للعدد الكبير للنازحين في صيدا، مؤكداً أنّ «الوضع في صيدا والجنوب مستقر، حيث يدرك المجتمع المضيف في صيدا والجنوب ظروف هؤلاء الأشخاص الذين تركوا بيوتهم وأرزاقهم… نحن فريق واحد، من نازحين ومضيفين، نتعاون سويّاً لتجاوز هذه المرحلة الصعبة».
تنسيق ومساعدات
نوّه ضوّ بجهود النواب والقوى السياسية والجمعيات والمجتمع المدني في صيدا وأكد أن هناك تنسيقاً بين الجميع لضمان توفير المساعدات والحفاظ على الأمن.
وفي ما يخص النزوح الفلسطيني، فالتنسيق مستمرّ مع «الأونروا»، التي توفّر الدعم اللازم. تابع: «لا نتعامل من منطلق عنصري، بل وفق القدرات المتاحة، إذ نجد صعوبة في تلبية احتياجات اللبنانيين، مما يعوق قدرتنا على استضافة آخرين. منذ بداية الأزمة، استقبلنا السوريين والفلسطينيين من دون تمييز. أما بالنسبة للسوريين، فننسّق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي تتولّى متابعة الوضع». وناشد ضوّ جميع الجهات الدولية، وخصوصاً الأشقاء العرب، تقديم المزيد من الدعم والمساعدة.
«اليونيفيل» ورسالة
وأكد المحافظ التنسيق مع الجيش و»اليونيفيل»، لا سيّما بما يتعلق بإيصال المساعدات إلى منطقة صور. وأوضح أن «التوجه الرسمي هو حماية المدنيين و»اليونيفيل» والجيش وكل من يعمل في مجال الإغاثة. ولكن الواقع على الأرض يختلف بسبب الاعتداءات غير المسبوقة التي نتعرض لها. ورغم ذلك، يبقى التنسيق قائماً، وكل جهة تقوم بدورها على أكمل وجه».