“بتطلع براس الموتورين المعروفين بالاسم”… وعمق الدفاع سيفاجئ الإسرائيلي!
لم يكن ينتظر لبنان إعلان إسرائيل المرحلة الثانية من الحرب البرية، فهو لم ينقطع قط عن الأجواء الحربية التي تتحفه بها إسرائيل كل يوم بغارات مدمرة من الجنوب إلى البقاع فالضاحية الجنوبية، مروراً بما اصطلح على تسميته استهدافات مركزة لعناصر وموالية لحزب الله في المناطق التي تُصنف آمنة، والهدف ذو بعدين: أولاً القضاء على المستهدف وارتكاب مجازر يتصورها الإسرائيلي بأنها رادعة، وثانيًا تأليب البيئة الحاضنة للنازحين على هؤلاء وخلق فتنة بين اللبنانيين.
فما هي هذه المرحلة الثانية من الحرب؟ وهل ستتمكن المقاومة من إحباطها؟ وماذا عن الفتنة التي باتت تهدد السلم الأهلي؟
يشرح العميد الطيار المتقاعد بسّام ياسين، في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن “المرحلة الثانية من الحرب هي التقدم نحو بلدات الصف الثاني، بعد أن دُمرت بشكل كلي بلدات الصف الأول على الحدود، وتم الدخول والخروج منها لاحقًا، لكن المرحلة الثانية هي الدخول بشكل أعمق على حدود الجبهة”.
وهل يعني ذلك إعادة احتلال البلدات التي دخلوا إليها وخرجوا منها؟ يلفت إلى أن “المناطق التي انسحبوا منها دُمرت بالكامل ويمكن الدخول والخروج منها بسهولة على الجيش الإسرائيلي لأنه يكشف هذه القرى بالنظر والنار”.
إذاً، لا تواجد للمقاومة داخل القرى الأمامية، وبالتالي لن تستطيع إطلاق الصواريخ من هناك؟ ينبّه العميد ياسين إلى أن “المقاومة قامت منذ يومين بإطلاق صواريخ من قرى عند الحافة، أي من عيتا الشعب، وبالتالي لا يمكن القول إن المقاومة لم تعد موجودة في هذه القرى، فلا يمكن معرفة أين تتواجد، ويمكنها التسلل في أي لحظة إلى هذه القرى والقيام بعمليات، لكن الإسرائيلي يعتبر أنه دمرها وفتشها، وبالتالي يسهل عليه الاقتراب منها”.
أما لماذا لم يتمركز العدو في هذه القرى، فيشرح الأمر من وجهة نظر عسكرية، لأن “التمركز في أي موقع يعني أنه تحول إلى مركز دفاعي لحماية العناصر في حال حدوث هجوم عليه، وبما أن الحدود هي مراكز محصنة ومراكز مراقبة متطورة، فوجوده في المناطق الأمامية يعرضه لكمائن وهجمات وعمليات استشهادية، لذلك يبحث الإسرائيلي عن الأرض التي تسمح له بالبقاء فيها، بينما ينسحب من الأراضي التي تشكل خطرًا عليه باتجاه الحدود”.
وعن قدرة العدو على التوغل إلى الخط الثاني، يرى من حيث المبدأ أن “المعركة مفتوحة والأمر يتعلق بالمحاور وكيف سيتم التصدي، ولكن وفق معلومات العميد ياسين، فإن العدو سيشهد دفاعًا مختلفًا وأكثر قوة من السابق، لأن هذه المنطقة تشكل العمق الدفاعي للمقاومة”.
أما عن ارتباط التصعيد الإسرائيلي واشتداد الغارات، لا سيما على الضاحية مع وصول وزير دفاع إسرائيلي يميني متشدد، فلا يعتبر أن “هناك بالضرورة ارتباطًا، لا سيما أنه ليس وزير الدفاع من يقود العمليات العسكرية في إسرائيل بل إنه أحد أعضاء حلقة القرار”، موضحًا أن “سير العمليات الحربية يسير بشكل غير مرتبط بالأشخاص وفق خطة وضعتها هيئة الأركان العامة للجيش وصدق عليها المعنيون”.
ويؤكد أن “خطة الحرب لا تتوقف إلا في حال الوصول إلى وقف إطلاق النار ومباحثات وضغط سياسي، فيتم التخفيف أو الزيادة من العمليات العسكرية، لكنها تأتي بقرار على مستوى المجلس الوزاري المصغر”.
أما عن الأسباب لاستهداف الضاحية الجنوبية بغارات عنيفة تدميرية، فيرجع الأسباب إلى أنها “منطقة كبيرة وسكنية واقتصادية، واستهدافها هو بغية تدميرها لتأليب بيئة الحاضنة على المقاومة بعد فقدان مساكنهم ومؤسساتهم”.
وفيما يتعلق بالاستهدافات التي تتم في أماكن تُصنف آمنة، فما دور العمالة في هذه الاستهدافات؟ يوضح أن “الإسرائيلي لا يعتمد على مصدر واحد للمعلومات، فهناك عدة مصادر منها العامل البشري، لكن العامل التكنولوجي هو أهم مصدر للمعلومات عبر متابعة اتصالات الناس، سواء على مستوى المحادثات أو الأصوات، لكنه لا ينفي أهمية العامل البشري في تزويد الإسرائيلي بالمعلومات”.
ومع ارتفاع حدة الخطاب الداخلي في وجه المقاومة، مستفيدين من الاستهدافات للتأليب على النازحين ومحاصرة المقاومة، هل من خطر فتنة قد تجتاح لبنان؟ لا يرى العميد ياسين شكل فتنة لأن لا أحد من كبار المسؤولين في البلد يعول على الفتنة، رغم وجود بعض الغوغائيين والموتورين، ولكن ليس على مستوى رؤساء الطوائف أو الأحزاب، فهناك وعي لهذا الأمر، وجميعهم مرّوا بالحرب الأهلية ويعلمون تمامًا أنهم كانوا وقودًا لمشروع كبير خارجي، لكن هناك بعض الصحافة المدفوعة وبعض الموتورين المتعصبين الذين يخلقون أجواءً من هذا النوع، لكنها لا تؤدي إلى حرب أهلية، ومن المؤكد أنها “ستطلع براسهم” لأنهم معروفون بالصوت والأسماء”.