خيارات باسيل: العودة الى حضن “حزب الله”
بالرغم من ان رسالة رئيس “التيار الوطني الحر” التي نعى فيها الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله تضمنت مدحاً من باسيل لنفسه اكثر من عبارات النعي لنصرالله، الا ان باسيل وبعد ٤٠ يوما من اغتيال الامين العام قرر ان يعيد تصحيح علاقته بالحزب وان ضمن مستويات محدودة بعد ان كاد يحرق كل القوارب في الايام الاولى للحرب في ظل شعوره بأن الحزب انتهى بالكامل.
لم يخفِ باسيل مواقفه بعد اغتيال نصرالله وتحدث بشكل صريح ان الحزب انتهى وان القرار حاسم بإقتلاعه من دون ان يحتفل بذلك طبعا، لكنه تفاخر خلال اكثر من لقاء عقده، بأن تحليله السابق للحرب كان صحيحا وانه كان يتوقع ان تكون هذه الحرب مدمرة على الحزب وانها لن تكون كحرب تموز، واليوم بات الحزب من الماضي، ضمن هذا المضمون تحدث باسيل على مدى ايام وايام قبل ان “يستفيق” ويحاول تصحيح مساره.
من الاكيد وفق الظاهر من الاحداث ان “حزب الله” باق كقوة عسكرية فضلا عن حضوره السياسي، بغض النظر عن حجم الضرر الذي تعرض له والوقت الذي سيحتاجه لترميم نفسه ، لكن مسألة اقتلاع الحزب كتنظم اصبح من الماضي لا بل ان هزيمته العسكرية باتت مستحيلة، لذلك وجد باسيل نفسه قد ارتكب خطأ كبيرا يجب العودة عنه بسرعة من دون ان يعود للاصطفاف بالكامل خلف حارة حريك كما كان يفعل بالسابق.
الاهم ان باسيل وجد نفسه “مرفوضا” من قوى المعارضة وان الكثيرين تعاملوا معه كمهزوم ربطاً بهزيمة “حزب الله” حتى لو تمايز عنه، وعليه فإنه لم يجد ملجأ سياسي حقيقيا، فكان لا بد من العودة الى التموضع القديم، وهذا ما بدأ يظهر في الخطاب العوني، اذ بدأ بعض القياديين يتفاخرون بمساعدتهم ودعمهم للنازحين ولمقاومة الاحتلال من نسخة مشابهة للخطاب العوني القديم.
في مرحلة ما بعد الحرب سيكون باسيل امام خيارات صعبة لا يمكن الهروب منها بل عليه مواجهتها، وان كانت التطورات الحالية قد خففت من حجم زلزال استقالة نواب التيار وتداعيات هذه الاستقالة على الواقع الشعبي والانتخابي، لذلك فإن التيار البرتقالي الذي يعاني من شقوق كبرى في جسده التنظيمي سيواجه ازمة سياسية وازمة تحالفات، الامر الذي سيضعه امام تحد وجودي كامل.