تفاصيل اختطاف “كوماندوز” إسرائيلي لسوري في الجولان
جاء في “الشرق الأوسط”:
قال الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، أنه نفّذ غارة برية في سوريا، واعتقل مواطناً سورياً متورطاً في العمل مع شبكات إيرانية، وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن إرسالها قوات إلى سوريا منذ بدء حربها على لبنان.
وأكد صحة الأنباء الواردة من المعارضة السورية، التي تحدثت عن قيامه بعملية كوماندوز لخطف واعتقال المواطن السوري، علي سليمان العاصي، من بيته في عملية تسلل ليلية، نفّذها داخل الأراضي السورية في شهر تموز الماضي، ولم يعلن عنها حتى اليوم.
وأظهرت لقطات فيديو تفاصيل الهجوم، حيث يقبض الجنود على رجل يرتدي قميصاً أبيض من دون أكمام داخل أحد المباني. وقال بيان الجيش إن الرجل نُقل إلى إسرائيل للاستجواب.
كما نشر الجيش شريطاً مسجلاً لمقطع من التحقيقات التي أجراها مع العاصي، يظهر فيها وهو يتكلم عن طريقة تجنيده لجمع معلومات عن الجيش الإسرائيلي لصالح إيران، في منطقة الجولان. ويتضح منها أن العرض جاء بطريقة عادية من شخص سوري يعمل في خدمة إيران. وأضاف: «زارني في بيتي وأعجب بموقعه الجغرافي، الذي يطل على السهول والجبال وقال لي يجب أن تساعدنا في معرفة تحركات العدو. وناولني مبلغاً من المال فوافقت. وقد قدم نفسه لي على أنه من الاستخبارات العسكرية السورية، لكنني عرفت في ما بعد أنه تابع لإيران، واتهمته إسرائيل بأنه عمل على إقامة بنية تحتية إيرانية على الجبهة السورية».
وعلّق مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن على الخبر، لـ«الشرق الأوسط»، منوهاً، أن المرصد كان قد نشر تقريراً عن خطف إسرائيل لعلي سليمان العاصي من عشيرة المغاترة في القنيطرة السورية، بتاريخ 19 تموز، قال فيه إن القوات الإسرائيلية توغلت في ريف القنيطرة بجنوب سوريا، واعتقلت مواطناً من قرية ملاصقة للمنطقة التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1973، وإن الشخص يعمل سائق سيارة لنقل الحليب إلى العاصمة دمشق، في قرية الرزانية بريف القنيطرة الجنوبي، التابعة لمنطقة صيدا الجولان، مشيراً إلى أن قوة عسكرية إسرائيلية مؤلفة من 3 سيارات وعربة مصفحة «اجتازت الحدود مع الجولان السوري المحتل، وتوغلت داخل القرية، واقتادت الرجل إلى داخل الجولان السوري المحتل، دون معرفة الأسباب».
ولم تستبعد مصادر سورية في المنطقة، في حينها، الحادثة «لأن توغلات دوريات وعناصر الجيش الإسرائيلي في القسم المحرر من الجولان، تحدث بين فترة وأخرى، وجرى اعتقال مواطنين خلالها، وأغلبهم أطلق سراحهم بعد أيام أو أسابيع».
عودة إلى بيان الجيش الإسرائيلي، اليوم، فإن العاصي كان يجمع المعلومات من أجل عملية مستقبلية ضد الجيش الإسرائيلي، وإن الاعتقال أحبط هذه العملية المستقبلية المحتملة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن عملية الاعتقال كشفت عن طريقة عمل «البنى التحتية الإيرانية على جبهة هضبة الجولان»، وأنه «نقل العاصي إلى الوحدة 504 وقوات الأمن لإجراء مزيد من التحقيقات».
ويأتي الإعلان عن عملية الخطف والتحقيق مع المواطن السوري، بعد إعلان مسؤولين عسكريين إسرائيليين، يوم السبت، أن القوات البحرية نفّذت هجوماً في بلدة البترون شمال لبنان، واعتقلت رجلاً وصفه بأنه أحد كبار عملاء «حزب الله».
هذا، وكانت قيادة الجيش السوري، قد أصدرت أوامر في آب الماضي، لكل القطعات العسكرية والمواقع المتمركزة قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل، بمنع استخدام أي من المواقع العسكرية لشنّ هجمات صاروخية، أو القيام بأي تحركات باتجاه الجولان، بالإضافة إلى تحييدها عن أي مواجهات عسكرية محتملة.
وتكرّرت التوغلات الإسرائيلية منذ مطلع العام الحالي بشكل كبير، وطالت التعديات مدنيين سوريين ضمن المناطق الواقعة على الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل من خلال توغل جنود داخل الأراضي السورية، واعتقال أشخاص وإطلاق النار.
ففي 28 حزيران الماضي، قُتل مزارع أثناء عمله داخل أرضه الزراعية جراء استهدافه بالرصاص بشكل مباشر من قبل القوات الإسرائيلية، بالقرب من بلدة الرفيد في ريف القنيطرة، قرب الجولان السوري المحتل.
وفي أيار الماضي، توغلت قوة إسرائيلية مكونة من عشرات العناصر، ومصحوبة بدبابتي «ميركافا» وجرافتين عسكريتين إلى داخل الأراضي السورية في القنيطرة، وعملت على جرف الأشجار والأراضي الزراعية، وفق ما أفاد به ناشطون.