تفاصيلُ التسوية الوشيكة… اتفاقٌ من 3 عناصر بضمانات روسية
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن تقدم كبير في المفاوضات بين إسرائيل ولبنان للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال على الحدود الشمالية. وبحسب الصحيفة، توصل مبعوث البيت الأبيض، آموس هوكشتاين، إلى تفاهمات متقدمة خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، مع توقعات بعودته إلى إسرائيل قريبًا لصياغة اتفاق نهائي قبل الانتخابات الأميركية.
يتضمن الاتفاق المرتقب ثلاث نقاط أساسية. الأولى هي إبعاد حزب الله عن مناطق جنوب نهر الليطاني، حيث يتضمن الاتفاق انسحاب عناصر الحزب من هذه المناطق. الثانية هي تشكيل آلية دولية لمراقبة الاتفاق، تسمح لإسرائيل بالتحرك في حال حدوث انتهاكات، مع ضمان منع إعادة تسليح حزب الله بأسلحة محظورة. الثالثة هي فترة “تكيف” لمدة 60 يومًا، يتوقف خلالها إطلاق النار، وتنتشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب، بينما سيتم تعزيز قوات اليونيفيل بوحدات إضافية من دول أوروبية.
يشمل الاتفاق أيضًا توسيع قرار مجلس الأمن 1701، بحيث يضمن عدم وجود عناصر مسلحة تابعة لحزب الله جنوب نهر الليطاني، بالإضافة إلى انسحاب تكتيكي من منطقة المطلة. سيتم نشر قوات الجيش اللبناني بأعداد تتراوح بين 5,000 و10,000 جندي على طول الحدود الشمالية.
تتضمن آلية المراقبة الدولية السماح للإسرائيليين واللبنانيين بتقديم تقارير حول أي انتهاكات، حيث سيتم التعامل الفوري مع أي اختراقات. وقد أكدت إسرائيل أن أي انتهاك لالتزامات حزب الله سيقابل بتحرك إسرائيلي منفرد ومستمر، إذا لم تتخذ قوات الجيش اللبناني واليونيفيل الإجراءات اللازمة بسرعة.
كجزء من الاتفاق، سيتم حظر دخول أسلحة ومعدات عسكرية لحزب الله من الجو والبحر والبر.
وقد أعربت روسيا عن استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق، حيث من المتوقع أن تلعب دورًا أساسيًا في استقرار الوضع في لبنان وسوريا لضمان عدم تجدد القتال.
ومع ذلك، نقل مصدر لبناني لقناة “سكاي نيوز عربية” أن المعلومات المتعلقة بمقترح التسوية التي ذكرتها “يديعوت أحرونوت” غير صحيحة. أكد المصدر أن آموس هوكشتاين لن يعود إلى لبنان قبل الانتخابات الأميركية، موضحًا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله يتحدثان حاليًا عن إمكانية التوصل إلى هدنة قد تمهد لوقف إطلاق نار.
وأشار المصدر أيضًا إلى أن أي هدنة يتم الاتفاق عليها، إذا تمت، لا تعني فصل جبهة لبنان عن غزة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.
وتتزايد التحديات أمام هذه المفاوضات، ويبدو أن الموقف السياسي الداخلي في لبنان سيؤثر بشكل كبير على مسار الأحداث المستقبلية.