لبنان الرسمي يذكّر طهران بسيادة البلد… وتعويل إغاثي وسياسي على مؤتمر باريس
جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونية:
يستمر العدوان الإسرائيلي على لبنان، والتدمير الممنهج الذي يشنه الطيران الحربي على القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية وصولاً الى اليمونة وجرود عكار وجبيل وكسروان، موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى المدنيين وتدمير للبني التحتية في أكثر من منطقة.
ولكن رغم ذلك، لم يتمكّن العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه بعد بتنفيد اجتياحه البرّي الذي اعتقد أنه سيكون سهلاً. ولا يزال مقاتلو حزب الله يقارعون العدو للأسبوع الثاني على هذا الهجوم، موقعين في صفوفه المزيد من القتلى والجرحى.
وفيما يواصل “الحزب” المعركة في وجه العدو الإسرائيلي في الجنوب، خرج كلام ملتبس لرئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليباف، ما لبث أن عاد توضيحه، وكان مفاده أن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا من أجل تطبيق القرار 1701.
الكلام صُحِّح من قِبل البرلمان الإيراني بأنه نُقل بشكل غير دقيق، وأن قاليباف قصد ان إيران تدعم القرار الذي تتخذه الحكومة اللبنانية والمقاومة، لكنه كان ترك إنزعاجاً لبنانياً استدعى تحرّكاً رسمياً، ربما يكون للمرة الأولى، حيث أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رفضه لهذا التصريح، مؤكداً أن لبنان لا يريد وصاية من أحد وهو ليس قاصراً عن المطالبة بتنفيذ ما اعتبره تدخلاً إيرانياً في الشؤون الداخلية اللبنانية. وقد استتبع موقفه هذا بتكليف وزارة الخارجية باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني، وهذا ما حصل فعلاً كما علمت جريدة الأنباء الالكترونية.
في السياق، أشارت مصادر مطلعة على موقف ميقاتي عبر جريدة الأنباء الإلكترونية، إلى أن رد ميقاتي على قاليباف أتى في السياق السياسي، مذكّرة بأنه عندما التقاه في السراي الحكومية، أثناء زيارته إلى لبنان، عبّر له عن خصوصية لبنان بشكل مسهب وكان ينبغي على المسؤول الإيراني أن يتفهّم ذلك. وأن ميقاتي أصدر هذا البيان بإطار دولة ذات سيادة وقد طلب من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أن يتواصل مع وزير خارجية إيران للاستفسار عن هذا الموضوع. وقالت المصادر: “صحيح ان لبنان بلداً ضعيفاً لأسباب كثيرة لكنه بلداً ذات سيادة وهذا أمر غير مقبول. ومن غير المسموح لأحد التغاضي عن هكذا أمر”.
بالتزامن، يقترب موعد انعقاد مؤتمر باريس لدعم لبنان في 24 تشرين الأول الجاري، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن “لبنان يعوّل كثيراً على هذا المؤتمر لدعم لبنان”، لافتة إلى انه سيتمحور حول اكثر من نقطة، ففي السياسة سيُطلَب من الولايات المتحدة الأميركية الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، كما سيكون مناسبة لقيام لبنان الرسمي الممثّل بميقاتي بمروحة اتصالات مع رؤساء الوفود المشاركة لتأمين أكبر قدر ممكن من الدعم والمساعدات للبنان لمواجهة أزمة النزوح لا سيما على أبواب فصل الشتاء.
وفي هذا الإطار، لفتت المصادر إلى اجتماع عقده ميقاتي مع رؤساء الأجهزة الأمنية خُصص للتداول بالوضع الأمني في هذه الظروف الدقيقة، كما تسلّم من قائد الجيش دراسة بالمساعدات المطلوبة من مؤتمر باريس، لا سيما وأن المؤسسة العسكرية ستكون مناطة بدور أساسي بعد وقف إطلاق النار من خلال الانتشار في جنوب الليطاني، وبالتالي فإن المهمات المطلوبة منه تقتضي توفير الدعم الكافي من المجتمع الدولي.
وتشدد المصادر على أن مؤتمر باريس هو المحطة الأساس التي يعوَّل عليها لتحقيق وقف إطلاق النار، لأن فرنسا تشكل رافعة مهمة لدعم لبنان وعدم التخلي عنه في هذه الظروف المصيرية، هذا إذافة إلى الدعم الاوروبي الذي تمثّل بزيارة رئيسة الحكومة الإيطالية الى لبنان، حيث شددت على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قوات اليونيفل وإعادة تفعيل دورها في تطبيق القرار 1701، وأن الاولوية هي لوقف الحرب.
كل المواقف لا تزال في إطار التمنيات، فالحرب لا تزال مستمرة، لا بل انها تتسع يوماً بعد يوم وواقع الميدان لا يبشّر بالخير، لا سيما وأن الجنون الإسرائيلي على حاله خصوصاً بعد اغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار وفائض القوة الإضافي الذي يشعر به هذا الكيان. وعليه فإن الرهانات تكبر لا سيما على مؤتمر باريس علّه يكون مدخلاً جدياً نحو انهاء الحرب.