هل ستكون المنطقة في عين العاصفة؟
في سياق التحليلات العسكرية لما يجري في غزة وفي جنوب لبنان، لفتَ الخبير العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب إلى أنَّ هناك حالة إرباك بداخل اسرائيل، وهذا الأمر تجلّى في التظاهرة التي طالبت باستقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كما وأنَّ هناك تراجعاً عن الدعم الأميركي لإسرائيل ولو كلامياً”، مذكراً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية بحديث “نتنياهو في اليومين الأولين لعملية طوفان الأقصى، إذ هدد حينها بالقضاء على حماس ومحوها من الوجود، إلّا أنَّه عاد وتراجع عن هذه الشعارات، علماً أنّه ليس بالسهولة القضاء على حماس أمام هذه المستجدات”.
وحول مسألة تهجير السكان من شمال غزة إلى جنوبها، اعتبرَ ملاعب أنه “إذا كان يعتقد نتنياهو بوجود القوة الأميركية في المنطقة الداعمة له يستطيع احتلال الجزء الشمالي من غزة، يعني أنه يعيد إلى الأذهان عملية صفقة القرن التي جاء بها دايفيد كوشنير صهر الرئيس دونالد ترامب سنة 2018، بمغريات يتحوّل معها الجهد الفلسطيني إلى جهد اقتصادي، إذ، كان هناك مخطط آنذاك في المنطقة المحاذية لغزة بقيام دويلة أو حكم ذاتي في شمال سيناء وجنوب غزة”، لافتاً إلى أنَّ “هذا الموضوع طرح سليم في الماضي، لكن يومها كانت الدول الإقليمية مختلفة عن اليوم”.
وفي الأحداث المستجدة جنوباً، رأى ملاعب أنَّ “التصعيد مرتبط بغرفة عمليات للمقاومة خارج غزة، والتنسيق قائم فيما بينها، فإذا ما كانت حماس بحاجة لتورط الشمال، فلن يدخل هذا الشمال الحرب، أّما من ناحية إسرائيل، فإذا فشلت في غزة، ممكن أن توجّه جهدها إلى الشمال”.
ملاعب اعتبرَ أنّه “إذا حاولت إسرائيل استدراج حزب الله للردّ، عندها لن تكون الجبهة الشمالية باردة، وإذا أصرت على هذا النحو فالمنطقة كلها ستكون في عين العاصفة”، واصفاً كلّ الوساطات لمنع فتح جبهة جديدة، ترقيد للوضع، حتّى يتمكن العدو من القتال على الجبهة الأخرى.