لا أزمة محروقات في لبنان… ماذا عن الحصار البحري والبري؟

كتبت باسكال أبو نادر في “النشرة”: أثرت الحرب الدائرة اليوم في الشرق الأوسط على ارتفاع أسعار النفط عالميا بحيث سجل سعر برميل النفط حوالي 74 دولارا، ويأتي هذا الارتفاع على وقع الحرب الاسرائيلية على لبنان في ظل مخاوف من إنقطاع النفط في وقت لجأت اسرائيل الى قصف المعابر البرية مع الحديث عن فرض حصار بحري على لبنان مما سيكون له تداعيات سيئة.

“ارتفاع أسعار النفط أتى جراء الاشتباك الايراني-الاسرائيلي وما تتخوف منه الاسواق هو أن تصبح الحرب في المنطقة شاملة ويتم فقدان السيطرة على الامور”. هذا ما يؤكده الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة عبر “النشرة”، لافتاً الى أن “الخوف هو على المنطقة العربيّة”، مشيرا الى أن “المخاوف زادت بعد تصريح الرئيس الاميركي جو بايدن الذي قال إنه ضد ضرب المنشآت النوويّة ولكن المنشآت النفطية قيد النقاش، وفي حال حصل ذلك فإنه سيؤدي الى ارتفاع أسعار النفط عالمياً”. ويتابع انه في حال قفزت اسعار النفط فالاقتصادات العالميّة ستسجّل تضخماً، ممّا سيقوّض السياسات النقديّة ولن يكون هناك امكانية لتخفيض أسعار الفائدة”، لافتا في نفس الوقت الى أن “ارتفاع النفط يفرح قلوب الدول المنتجة له لأنه سيزيد مدخولها فالسعودية على سبيل المثال تريد أن يصل سعر البرميل الى ما فوق 90$ لتكون مرتاحة مالياً”.

“بحالة لبنان فإنّ ارتفاع الأسعار سيضرب موازنة 2025 وسينسحب عليها الأمر اقتصاديا”. وهنا يشير عجاقة الى أن “هذا سيؤدي الى ارتفاع التضخم ويقلّل من القدرة الاستهلاكيّة للمواطن ويخفف من الناتج المحلي الاجمالي”، لافتا الى وجود “سيناريو سيء بالحصار العسكري الاسرائيلي على البلد، وحالياً الحصار هو انتقائي امّا في حال الحصار الشامل فسيؤدّي الى نقص في المحروقات والادوية والمواد الغذائيّة، ومع وجود عقوبات على سوريا لن نستطيع الاستيراد منها”.

بدورها أشارت مصادر مطلعة عبر “النشرة” الى أن “في لبنان مخزون نفطي، ووزارة الطاقة مع الشركات تسعى الى وضع سيناريوهات في حال حصل الحصار البحري ولكن حتى اليوم لا يزال الامر طبيعيا”، لافتة الى أن “الوضع الراهن يختلف عن العام 2006 ففي حينها لم يكن هناك من قوات دولية في البرّ والبحر، وفي الوقت الراهن يستطيعون معرفة ما هي الباخرة التي تدخل وماذا تفعل”، لكن بنفس الوقت ما يدفع الى القلق هو اقفال المعابر البريّة لا سيّما أن اسرائيل قصفتها الأسبوع الفائت حيث خرجت عن العمل مضيفة: “حتى الساعة يسير كل شيء بشكل عادي في المطار ولكن… ماذا فعل المسؤولون حتّى الساعة لايقاف جنون رئيس وزراء الحرب الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وعنجهيّته”؟.

تشدد المصادر على أن “المخزون نفطي يكفي لشهر اضافة الى مخزون المحطات خصوصا وأن كل شركة لديها ما بين 150 و200 محطة”، مضيفة: حتى الساعة لا يوجد مشكلة في النفط لكن ماذا عن اليوم الّذي يلي؟”.

في المحصّلة فان الكباش القائم بين ايران واسرائيل أدى الى ارتفاع الاسعار النفطية في العالم وحتى الساعة لا أزمة في لبنان… ولكن ماذا لو توسّع هذا الكباش الى حرب اقليمية واسعة؟!.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى