بعد أحداث غزة الأخيرة.. هل ترامب أفضل من بايدن في ما يتعلق بالشرق الأوسط؟

غالباً ما يكون الأشخاص الأكثر التزامًا خطابيًا بـ “النظام الدولي” هم عمومًا الأسوأ في دعمه. وتركزت القضية المرفوعة ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2020 على أنه مرشح الفوضى، وانعزالي، ومتهوّر في التحالفات، ورافض لمؤسسة السياسة الخارجية.

واللافت، أنه في ظل قيادة ترامب لم تكن هناك حروب، أما في ظل حكم خلفه جو بايدن فتدور حربان.

وبحسب صحيفة “The Telegraph” البريطانية، “كان رد فعل بايدن على الأزمة الإسرائيلية قويا، وكان خطابه يوم الخميس نموذجا للغضب والتصميم. وفي الواقع، يقف ترامب بقوة إلى جانب إسرائيل أيضًا، لكنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفشله في دعم العمل العسكري. وانتهز بعض الجمهوريين الفرصة للتنديد بالجناح المناهض للحرب في حزبهم، وادعى مايك بنس أن حماس تشجعت بسبب اللغة الانعزالية للشعبويين مثل ترامب. في غضون ذلك، قام الديمقراطيون بتهميش اليسار المتطرف داخل صفوفهم، وأدانوا الدعوات إلى وقف التصعيد ولغة التكافؤ الأخلاقي. إن هذا الحزب صهيوني تاريخياً، وتشير التقديرات إلى أنه حصل على دعم 68% من اليهود الأميركيين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020”.
وتابعت الصحيفة، “بطبيعة الحال، ادعى ترامب ذات مرة أن اليهود الذين صوتوا لصالح الديمقراطيين هم “خانوا إسرائيل”، وهذا التصريح يجعل الكثيرين سعداء لأنه ليس مسؤولاً اليوم. ولكن هناك فجوة بين صورة ترامب المتمردة وسجله الأكثر إيجابية. لقد كان، كما قيل في العام 2016، مؤيدًا بشدة لموسكو، لذا كان من المتوقع ألا يقوم بتقديم الدعم لأوكرانيا. إلا أنه عوضاً عن ذلك، قام بتسليح كييف، ومن الواضح أنه ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الشروع بعملية الغزو إلى حين ترك منصبه. وفي الواقع، إن انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان، وليس انسحاب ترامب، هو الذي اظهر مدى ضعف الولايات المتحدة”

وأضافت الصحيفة، “أما بالنسبة لتاريخ ترامب مع إسرائيل، فيبدو أن الإسرائيليين معجبون به. في العام الماضي، لاحظت المحللة روث مارغاليت في مقال نشرته مجلة “NewYorker” أن ترامب أقدم أحياناً على خطوات كانت تصب في مصلحة نتنياهو دون أن يحصل على أي شيء في المقابل، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك. كما وتوسط في اتفاقيات إبراهيم، التي تجاوزت القضية الفلسطينية لتطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب. وسمحت هذه الاتفاقيات لهذه الدول في ترسيخ مقاومتهم ضد إيران، من خلال مبيعات الأسلحة الأميركية المقترحة”.
وبحسب الصحيفة، “لقد قدمت خطة ترامب للسلام في الأراضي المقدسة، أو ما يُعرف بصفقة القرن، للإسرائيليين المحافظين كل ما يرغبون فيه تقريبًا. ولكان من المتوقع أن يوافق على ضم أجزاء من الضفة الغربية أيضًا لو فاز بولاية ثانية. ولا عجب أن أظهر استطلاع للرأي في عام 2020 أن 63% من الإسرائيليين سيصوتون للحزب الجمهوري لو استطاعوا ذلك، أو أن يتم تصنيف جزء من مرتفعات الجولان على أنه “مرتفعات ترامب” لإحياء ذكرى اعترافه بسيادة إسرائيل على البلدة”.
ورأت الصحيفة أن “حماس لم تكن لتجرؤ على شن هذا الهجوم لو كان ترامب في منصبه، على الرغم من أن الفرضية المضادة تقول إن التفويض المطلق الذي استعان به نتنياهو في تعامله مع الفلسطينيين هو الذي جعل الأمر أكثر احتمالا.

في الواقع، ليس من المستبعد أن تكون حماس قد شنت هجومًا على وجه التحديد لتقويض اتفاقيات إبراهيم، التي لم تكن تخاطر بالتخلي عن الفلسطينيين فحسب، بل أيضًا بجر المملكة العربية السعودية إلى المحور المناهض لطهران. وهنا يظهر الفرق الرئيسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، خاصة في ما يتعلق بكيفية التعامل مع إيران، ممول حماس”.


وبحسب الصحيفة، “انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي صاغه سلفه باراك أوباما، وأعاد فرض العقوبات على طهران. في المقابل، أثار بايدن انتقادات لموافقته على السماح لإيران بالوصول إلى حساب بقيمة 6 مليارات دولار من عائدات النفط مقابل إطلاق سراح الرهائن، وهي الأموال التي اقترح الجمهوريون أنها قد تجد طريقها إلى حماس.

من الناحية التقنية، هذا غير صحيح، فالأموال مخصصة للبرامج الإنسانية وتسيطر عليها قطر. لكن، كما تقول الحجة المضادة، فإن وجود أموال إضافية يسمح لطهران بإنفاق المزيد من الأموال على زعزعة استقرار المنطقة، وأي شيء يساعد في دعم هذا النظام يعد تطورًا سيئًا”.
وتابعت الصحيفة، “أما الحجة التي يتبناها مؤيدو ترامب هي أنه بعد الإذلال الذي تعرضت له الولايات المتحدة في أفغانستان والإرهاق في أوكرانيا، تم تهيئة الظروف لاستيلاء إيران على السلطة.

ولا بد من الإشارة إلى أن التواطؤ الإيراني في هجوم حماس لم يُحسم بعد، ويبدو أن المسؤولين الأميركيين يقللون من أهمية هذا الأمر”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى