جعجع: تفكك التيار الوطني من مصلحة لبنان ككل

رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنّه “يجب الحفاظ على الحد الأدنى من شعرة معاوية مع حزب الله، لذلك لا يمكننا القول اليوم إن حزب الله إرهابي. نحن نسعى للإبقاء على باب صغير لمحاولة جذب الحزب إلى الإطار اللبناني”.

وقال في مداخلة ضمن برنامج “وقت السياسة” عبر “العربية FM” إنه : “يمكن الالتقاء مع حزب الله بطريقة واحدة وهي أن يصبح حزباً لبنانياً بأجندة لبنانية فقط. التواصل معه الآن هو فقط ضمن إطار العمل النيابي. حزب الله غير مستعد لمناقشتنا إلاّ بـ”ما هو سعرك”، بمعنى أن لكل شخص سعراً لتقديم ولائه”.

وعن العلاقة مع السنة، قال: “هناك علاقة مهمة بيننا وبين الطرف السني في لبنان، والبعض لعب على حبل اتهامنا بخروج سعد الحريري من السياسة اللبنانية، لكننا لا نتحمل المسؤولية على الإطلاق. كل ما طرح سابقاً في هذا الشأن هو تجنٍ وافتراء”.

وبشأن العلاقة مع التيار الوطني، قال: “تفكك التيار الوطني الحر هو من مصلحة لبنان ككل، وليس فقط من مصلحة القوات اللبنانية، نظراً لمسيرة التيار في السلطة خلال السنوات الأخيرة في كافة الملفات التي استلمها أعضاؤه ولا يزالون، وأهمها ملف الكهرباء”.

وأضاف: “لا نقبل بالتحايل على الدستور، و”السعدنة والمناورات” لا تبني بلداً. وأنا أطرح السؤال نفسه الذي دائماً ما أطرحه عندما ألتقي أعضاء اللجنة الخماسية: لماذا لا يدعو الرئيس بري إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بدورات متعددة؟ لماذا لا يذهب محور الممانعة لانتخاب رئيس للجمهورية؟ لأنهم لا يريدون لبنان ولا يعطون أي أهمية للدستور اللبناني. هدفهم الوحيد هو فرض السيطرة على لبنان، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي والمعيشي، وأيضاً عن التربية والفن والطب وأي مجال آخر. سقط في المواجهة الحالية مع إسرائيل أكثر من 550 لبنانياً حتى الآن، لكن كل ذلك “لا يهم” محور الممانعة الذي يسعى فقط للسيطرة على لبنان”.

وتابع: “لدي الكثير من المرونة باستثناء الأمور التي لا يمكنني أن أكون مرنًا فيها، مثل موضوع الفساد في لبنان أو قرار حزب الله ببدء الحرب في جنوب لبنان. البعض يقول لي: لماذا لا تشارك في الحوار الذي يطرحه الرئيس نبيه بري؟ لكن رأيي واضح: لا يمكننا مخالفة الدستور أو تشريع ما هو غير دستوري، خاصة وأننا نعرف ما الذي يخطط له خصومنا السياسيون في محور الممانعة”.

وعن التطورات الاقليمية، قال: “ما يحدث الآن في المنطقة هو مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران. الولايات المتحدة معنية بهذه المواجهة، ولكن بأشكال مختلفة، بحيث من الممكن أن نجد واشنطن تقف جنباً إلى جنب، حتى عسكرياً، مع إسرائيل وفقاً للحاجة. إيران منذ 30 عاماً تتمدد في المنطقة، وقد تبنّت قضية “القضية الفلسطينية” كموضوع خاص بها، على اعتبار أنها قادرة على جذب المجتمعات العربية، وبالتالي تصبح صاحبة حق. وهذا ما يفسر تمددها في بعض الدول العربية. في هذا السياق، طرح المسؤولون الإسرائيليون أن هذه الوضعية تشكل خطراً على أمن إسرائيل، وتم طرح الموضوع للنقاش مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة”.

واعتبر ان “المشكلة كانت موجودة أصلاً ولا شيء جديد. ومع عملية 7 تشرين الأول، اعتبرت إسرائيل أن الوقت حان لمواجهة إيران. البداية كانت من غزة، لأن المواجهة بدأت هناك، وحزب الله ارتكب خطأً كبيراً بدخوله هذه الحرب وإعطاء ذريعة لإسرائيل لتوسيع الجبهة كما تريد، وبتقديري، المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية مستمرة حتى إشعار آخر، في لبنان والمنطقة”.

وعن ملف النزوح السوري أضاف: “لا توجد دولة في العالم تقبل أن يدخل أراضيها مئات الآلاف من الأشخاص دون أي إطار قانوني. اللجوء السوري في لبنان حالياً لم يعد قضية “لجوء” بالمعنى التقليدي، فلم يعد هناك لاجئون يواجهون أي خطر أمني في سوريا. هناك مليونا سوري في لبنان، ونحن نطرح المسألة من زاوية واضحة، وهي: إما أن يكون لدينا دولة أو لا يكون. الوضع الاقتصادي في لبنان لا يحتمل، ولا يمكننا تحمل فاتورة اللجوء”.

وشدد على ان “العالم يشهد أن النظام في سوريا لا يريد عودة اللاجئين السوريين لأسباب طائفية واضحة. أنا لست ضد التواصل مع النظام من أجل عودتهم، لكنني متأكد أن هذا الأمر لن يؤدي إلى أي نتيجة”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى