تركيا: إطلاق سراح الصحافي السوري ياسين أبو رائد

أطلقت السلطات التركية سراح الصحافي السوري ياسين أبو رائد، بعد نحو أسبوعين على اعتقاله داخل الأراضي التركية.

وقال أبو رائد عبر حسابه في “فايسبوك”: “خرجت اليوم من التوقيف بعد مضي 15 يوماً، وما زلت لا أعرف إلى أين سيصل الأمر لاحقاً ولا أفهم ماضيه ومستقبله”. وأضاف أنه لا يستطيع أن يخوض في التفاصيل حالياً، مشيراً إلى وجود “أقلام سوء أضرت بي وبعائلتي”.

وذكر أبو رائد أنه لولا الظرف الصحي الكبير لعائلته، لتوجه إلى سوريا بعدما مر به خلال الأشهر الماضية من “توتر وصعوبات”. وأبو رائد هو مؤسس منصة “كوزال” المهتمة بمتابعة أخبار السوريين في تركيا، وتم اعتقاله بعد أسابيع من تركه العمل في المنصة، من دون معرفة التهم الموجهة إليه.

وجاء الإفراج عن أبو رائد بعد يومين من إطلاق سراح الصحافي السوري الآخر بكر القاسم، الذي اعتقلته “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني” المقرب من أنقرة، وسلمته للاستخبارات التركية في 26 آب/أغسطس الماضي.

ومازال الإعلامي السوري كرم كلية معتقلاً منذ 26 حزيران/يونيو الماضي في تركيا، من دون ورود أي معلومات حول التهم الموجهة إليه، إذ اعتقلته “الشرطة العسكرية” بريف حلب أيضاً، وسلمته للاستخبارات التركية.

ويتخوف ناشطون سوريون من أن يكون التضييق على الإعلام المعارض والناشطين الموجودين في تركيا تحديداً، انعكاساً لتقارب سياسي محتمل في المستقبل بين دمشق وأنقرة، خصوصاً أن السفير السوري السابق في أنقرة نضلان قبلان، قدم العام 2022 شروط النظام من أجل التقارب مع تركيا، وقال حينها أن “إيقاف تركيا بث القنوات السورية المعارضة من أراضيها سيعدّ علامة على حسن النية”.

وبعد الثورة السورية، تمركزت عشرات الصحف والإذاعات السورية الناشئة في تركيا، ومازال بعضها يبث من هناك رغم إغلاق عدد كبير من تلك الوسائل في السنوات الأخيرة لأسباب تتعلق بالتمويل بالدرجة الأولى. علماً أن التضييق على الناشطين والصحافيين ووسائل الإعلام المعارضة ليس غريباً لأنه حدث قبل ذلك تجاه وسائل الإعلام المصرية المعارضة التي كانت تبث من تركيا، كثمن للتقارب بين تركيا ونظام عبد الفتاح السيسي في مصر، إذ طلبت السلطات التركية من إعلاميين مصريين معارضين وقف أنشطتهم الإعلامية على أراضيها، سواء في المحطات التلفزيونية الفضائية أو في مواقع التواصل الاجتماعي و”يوتيوب” العام 2021، بعد أشهر من طلب أنقرة من محطات مصرية معارضة التوقف عن بث الأحاديث السياسية الخاصة بالشأن المصري.

وطالبت منظمة “مراسلون بلا حدود” السلطات التركية في تموز/يوليو 2023، بعدم ترحيل الصحافيين السوريين المقيمين على أراضيها إلى بلادهم، وحذرت من إمكانية تعرض الكثيرين منهم للسجن والاختطاف وحتى القتل، في حال إعادتهم إلى سوريا، علماً أن تركيا تشهد تراجعاً في مقاييس حرية الصحافة خلال السنوات الأخيرة، وتقول تقارير ذات ضلة صادرة عن منظمات صحافية وحقوقية عالمية، أنها أصبحت من أكثر البلدان تقييداً للصحافة وعمل الصحافيين.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى