مواجهات جنوب لبنان تعود إلى «قواعد الاشتباك»… ماذا ينتظر الميدان؟

كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:
عادت المواجهات في جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله» إلى ما كانت عليه قبل ردّ الحزب، الأحد، على اغتيال القيادي فؤاد شكر، من دون أن يتجاوز «قواعد الاشتباك» التي من شأنها أن تؤدي إلى توسّع الحرب. وهذا ما جدد مسؤولون في «حزب الله» تأكيده بالقول إن «المقاومة لا تريد خوض حرب شاملة».

وأعلن «حزب الله»، الأحد، أنه أطلق مئات المُسيَّرات والصواريخ على إسرائيل رداً على مقتل شكر بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 تموز، وقال أمينه العام حسن نصر الله، مساء الأحد، إن الهجوم استهدف قاعدة «غليلوت» قرب تل أبيب، فيما أكد الجيش الإسرائيلي في المقابل، أنه أحبط «جزءاً كبيراً من الهجوم» ولم يتحدث عن وقوع إصابات.

لا هدوء ولا حرب شاملة
ويعكس الواقع الميداني عودة المواجهات إلى القواعد السابقة مع تسجيل، يوم الاثنين، عمليات متبادلة ضمن الإطار الذي تسير عليه المواجهات بين الطرفين منذ 11 شهراً، وبعد ما أعلنه صراحةً نصر الله في كلمة له بعد رد الحزب مساء الأحد، قائلاً: «في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى»، داعياً الأهالي إلى العودة إلى منازلهم، في إشارةٍ إلى سكان الضاحية الجنوبية لبيروت الذين غادروا منازلهم بعد اغتيال القيادي فؤاد شكر والتهديدات المتبادَلة بالتصعيد.

عن هذا الأمر يتحدث اللواء الركن المتقاعد الدكتور في العلوم السياسية عبد الرحمن شحيتلي، مؤكداً أن المعركة عادت إلى قواعد الاشتباك السابقة وأن احتمالات الحرب الشاملة تراجعت كثيراً.

ويقول شحيتلي لـ«الشرق الأوسط»: «حزب الله نفّذ بضربة نوعية ضد هدف عسكري من دون أن يستخدم أسلحة كبيرة أو يضرب أهدافاً كبيرة في إسرائيل كي لا يؤدي ذلك إلى حرب، وهو ما تعكسه مواقف الطرفين، وبالتالي فإن الوضع الميداني سيعود إلى ما كان عليه قبل عملية اغتيال شكر، بحيث سيكون سقفها وأهدافها والمساحة التي تدور فيها معروفة بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضات الهدنة في غزة».

من هنا، يضيف شحيتلي: «الاتجاه السلبي للمفاوضات في غزة سيُبقي الوضع متوتراً على حاله في جنوب لبنان، أي لا وقف لإطلاق النار ولا حرب شاملة»، معتبراً أنه «لا يمكن لأحد أن يتحمل قرار الحرب ولا هي باتت اليوم مستبعدة ما لم يحصل أي أمر مفاجئ لم يكن في الحسبان».

«حزب الله»: لا نريد خوض حرب شاملة
جدّد «حزب الله» على لسان الوزير السابق محمد فنيش، التأكيد أنه لا يريد الحرب الشاملة.

وقال فنيش، خلال احتفال تكريمي لأحد مقاتلي الحزب، إن الردّ على اغتيال شكر «أتى في إطار معاقبة العدو وإلزامه العودة إلى قواعد الاشتباك»، مشيراً إلى أنّ «المقاومة تمتلك من القدرات ما يجعلها مستعدّة لكل الاحتمالات، وهي لا تريد خوض حرب شاملة لأن أهدافها ليست كذلك، لكن إذا ما حاول العدو أن يتجاوز الحدود أو يتمادى أو يستهدف المدنيين، فالمقاومة مستعدة للرد وهي حاضرة وجاهزة لكلّ احتمال».

وهاجم من تحدث عن حرب شاملة مقبلة، قائلاً: «أما أولئك الذين روّجوا لإمكانية الوصول إلى حرب شاملة، وأنّ الأيام الآتية قد تشهد مثل هذه الحرب، فنقول لهم: كُفّوا عن مثل هذه التحليلات، سواء بغرض تثبيط العزائم أو التهويل أو التخويف، لأنّنا تجاوزنا كل هذه المراحل، وحواجز الخوف قد سقطت، والخشية من العدو قد أصبحت من الماضي».

محاولة اغتيال
واستمرت، الاثنين، العمليات المتبادَلة بين «حزب الله» وإسرائيل في جبهة الجنوب بعد ساعات من الهدوء الحذر. وسجّلت محاولة اغتيال قيادي في حركة «حماس» في مدينة صيدا، وفق ما أشارت معلومات. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بنجاة شخص في استهداف مُسيَّرة لسيارة رباعية الدفع على طريق فرعية في صيدا، مشيرةً إلى أن الشخصية التي نجت تنتمي لأحد التنظيمات الفلسطينية.

وطال القصف الإسرائيلي بلدات عدة في جنوب لبنان، فيما أعلن «حزب الله»، عن استهداف التجهيزات التجسسية في ‏موقع راميا بمحلّقة انقضاضيّة.

وشنّ الطيران الإسرائيلي غارات على بلدة كفركلا وعلى ساحة بلدة الطيبة وبلدة طيرحرفا في القطاع الغربي، كما خرق الطيران الإسرائيلي جدار الصوت على دفعتين فوق منطقة صيدا وشمال نهر الليطاني بمنطقة الزهراني.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على حسابه على منصة «إكس»، إن «طائرات حربية تابعة لسلاح الجو استهدفت مباني عسكرية تابعة لـ(حزب الله) في منطقتي كفركلا وطير حرفا بجنوب لبنان»، كما قصفت بالمدفعية منطقتي شبعا وعيترون في جنوب لبنان.

بوريل وبوحبيب
أجمع كل من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، على ضرورة العمل على تطبيق القرار 1701.

وأعرب بوريل في اتصال بوزير الخارجية اللبناني، عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وأجمعا على أهمية استمرار الجهود والمساعي لإيقاف إطلاق النار في غزة بوصفه المدخل الأساسي لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حرباً شاملة، وشدد بوحبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على إسرائيل لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار 1701.

كما أسف بوحبيب لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

من جهة أخرى، جدّد بوحبيب خلال لقائه سفراء فرنسا، والصين، وإسبانيا، وإيطاليا، والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وفي اتصال مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية، موقف لبنان لجهة التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) سنةً أخرى من دون إدخال أي تعديلات.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى