تصعيد نتنياهو للصفقة أو لتوسعة الحرب؟
كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
لوحظ عودة وتيرة التهديدات الإسرائيلية بالحرب ضدّ “حزب الله” في لبنان، إلى التصاعد من جديد، بعد تراجع نسبي خلال الأيّام الماضية، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتأكيده امام الكونغرس الاستمرار بالحرب حتى القضاء على حركة “حماس” وهزيمتها ونزع سلاحها، متجاهلا الحديث عن مصير مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف اطلاق النار، وتبادل الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس” والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وطالب أعضاء الكونغرس بتسريع ارسال شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، ليتمكن من تحقيق هذا الهدف.
حاول نتنياهو الاستقواء باستقبال الكونغرس له، وإتاحة الفرصة امامه لالقاء خطاب في خضم الحرب الوحشية التي يشنها على القطاع منذ ما يقارب التسعة أشهر، استغلال استقبال الكونغرس، ومتغيرات الترشح للانتخابات الرئاسية، لابتزاز الرئيس الاميركي جو بايدن في لقائه بالأمس، ليطلب منه تغيير سياسية الادارة الاميركية الساعية لتنفيذ مبادرة بايدن، لوقف الحرب في قطاع غزّة وتسريع الخطى لإطلاق الرهائن، ومنع تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية وقادة جيشه بتوسعة الحرب ضدّ “حزب الله” في الجنوب اللبناني، تحت عنوان منع التصعيد في المنطقة، ودعم إسرائيل ومدها بالسلاح والعتاد العسكري والأموال لإكمال حربها العدوانية المتواصلة.
ولكن الوقائع والمؤشرات التي رافقت زيارة نتنياهو لواشنطن، لم توحِ باحتمال اعادة الادارة الاميركية الحالية النظر بسياستها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، استجابة لطلب نتنياهو، او حتى تحسين العلاقة المتردية معه، بعد الخلافات الحادة التي تسببت بها سياسات حكومته، بالامعان في الحرب الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة وارتكاباتها الدموية في الضفة الغربية، وتشير مقاطعة نائبة الرئيس الاميركي والمرشحة الرئاسية هاريس، لخطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية في الكونغرس، بالرغم من ضرورة حضورها دستوريا، وتغيُّب اعضاء كثر من نواب الحزب الديمقراطي البارزين عن الحضور، إلى استياء ملحوظ من هذه الزيارة، لانها تأتي في ظل استمرار نتنياهو بتحدي الادارة الاميركية، ورفضه التجاوب مع مبادرة الرئيس بايدن لانهاء الحرب قبل انتهاء ولايته في الاشهر القليلة المقبلة.
لذلك، لا بدّ من انتظار النتائج النهائية للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية مع الرئيس الأميركي ومسؤولي الإدارة الاميركية البارزين، لمعرفة ما تخلص إليه من نتائج، وهل يقنع هؤلاء بتغيير سياسة واشنطن تجاهه، أم يقتنع بالانصياع والمضي قدمًا بالتجاوب مع مبادرة بايدن لانهاء حرب غزّة، وتسريع الخطى لإنجاز صفقة التبادل، وانتظار جهود المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين لإنجاز الاتفاق مع لبنان، وإن كان هذا صعبًا في ضوء ما أعلنه من مواقف استباقية بالكونغرس، ما يعني استمرار حكومته بالحرب ضدّ غزّة، وحتى المجازفة بتوسعها ضدّ “حزب الله” في لبنان، مستغلًا انشغال الادارة الاميركية بترددات تنحي الرئيس الأميركي جو بايدن، بالرغم من كل تداعياتها ومؤثراتها الخطيرة على المنطقة ككل.