“تفاهم” يُنهي التصعيد بين بكركي والحزب
نجحت الوساطات على خط الضاحية – بكركي في احتواء التصعيد، بعدما “ورمت” وكادت تنفجر في ظل ذهاب “حزب الله” بعيداً في قرار “مقاطعة بكركي” ، رداً على وصف البطريرك الماروني بشارة الراعي عملياته في الجنوب بـ”الإرهابية”.
وعلم “ليبانون ديبايت” أن الحزب كان جاداً إلى أبعد حدود في خيار الذهاب نحو المقاطعة خلافاً لما روج في بعض وسائل الإعلام، وقد كلف النائب فريد هيكل الخازن الذي زار بكركي السبت وأجرى لقاء طويلاً نسبياً مع الراعي في محاولة منه لاحتواء تبعات التصريح، إبلاغ الأخير مضمون الرسالة بالاضافة إلى استياء الحزب الشديد، وهو ما استفاد منه الخازن في محاولة إيجاد تخريجة تُخرج العلاقة من مدار التشنّج.
بنتيجته، جرى التوصل إلى تهدئة بين الطرفين مبنية على ما يشبه “خريطة طريق” للتراجع والعودة إلى النقاش، أزال معها الحزب تحفّظه على كلام ومواقف البطريرك الراعي، وأتاحت للأخير التعبير عن إعادة تفسيرها بطريقة دبلوماسية واضحة، وتوفر ظروف البدء بإعادة التواصل بين الجانبين.
وتعبيراً عن النتائج الايجابية التي تم التوصل إليها خلال الأيام الماضية وبهدف إعادة التواصل ولإزالة أي التباس مع “المكون الشيعي”، علم “ليبانون ديبايت” أن الوزير السابق وديع الخازن سوف يقوم بزيارة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى خلال اليومين المقبلين بتكليف من الراعي.
عملياً “خطة الطريق” قامت على شقين. الأول تولاه الخازن بعد زيارته بكركي. وبحسب المعلومات، إستغل الراعي زيارة الخازن في محاولة لتليين موقفه.
وكان البطريرك الماروني واضحاً في تقديم تفسيرات حيال ما قاله في عظة الأحد مع اعترافه بخطورة ما قاله. وقد أبدى حرصاً على ذكر معطيات تؤكد وتشير بأنه لا ينظر إلى الحزب ككيان إرهابي. وقد ذكر أمام الخازن وقائع عن طلبات وردته من سفراء غربيين تشجعه على اعتبار الحزب إرهابياً، قام برفضها ولم يتجاوب معها. كما أن الراعي، بحسب المصادر، أظهر حرصاً شديداً على ابلاغ هذه المواد الى الحزب من جانب الخازن، وهو ما وجده الأخير أفضل مناسبة من أجل توزيع هذه المضامين إلى وسائل الاعلام، علها تفيد في خفض التصعيد او تساهم في تأمين أجواء إيجابية بين الطرفين.
المستوى الثاني أتى استكمالاً للأول مع تكليف المسؤول الاعلامي في الصرح الزميل وليد غياض تظهير نتائج الوساطة. وبعدما تم التوافق على الآلية بأن تكون من خلال ظهور غياض على وسيلة إعلام مرئية، عمل على انتقاء واختيار المضامين والجمل بدقة ووضوح، بموافقة وإشراف من الصرح.
ثم بعد ذلك طلب إلى غياض الظهور بشكل شخصي والتعبير عن الموقف، حيث أكد أن لا نية باستهداف “حزب الله” ولا بوصفه بالارهابي”، مشدداً على أن البطريرك “لم يقصد حزب الله ولا المقاومة في الجنوب” معبراً عن تقدير الصرح للمقاومة وتضحياتها وما انجزته من انتصارات كانت محقة”، موجهاً التحية “الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب”.
هذا الخيار اتى حلاً وسطاً يعطي الحزب ما يريد ويزيل الالتباس الحاصل ويعفي البطريرك الراعي من مهمة التراجع شخصياً من خلال عظة الأحد، مع الاشارة إلى أن الراعي واكب هذا التغير من خلال خفض سقف خطابه الاعتراضي الموجه إلى الحزب في عظة الأحد الماضي.
في كل الاحوال نظر من جانب “حزب الله” إلى “الهندسة” التي أجرتها بكركي بإيجابية كبيرة. غير أن ذلك لا يعني بالمطلق العودة بالعلاقة إلى المرحلة السابقة أو إعادة تفعيل “جلسات الحوار” على أهميتها بالنسبة إلى الحزب. ما يهم الآن إعادة تنظيم العلاقة بشكلٍ تدريجي وفي ما بعد تتوفر تلقائياً ظروف عقد جلسة حوار جديدة.