هل سيعود هوكستين إلى لبنان قريبًا؟
كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
تستمر المواجهة العسكرية المحدودة بين “حزب الله” وقوات الاحتلال الإسرائيلي على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية، مع خروقات متبادلة من الطرفين بالداخل اللبناني وفي عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة، من دون تغيير بقواعد اللعبة المعتادة، منذ نشوب هذه المواجهة بعد عملية طوفان الأقصى، في حين تتسبب التهديدات المتبادلة، ولاسيما منها الإسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية مفتوحة وواسعة النطاق ضدّ “حزب الله”، لتغيير الواقع الحالي في الجنوب بالقوة، بتزايد المخاوف ومشاعر القلق الشديد، من اندلاع حرب واسعة النطاق بين الطرفين، يدفع ثمنها اللبنانيون، الذين يعانون من سلسلة أزمات سياسية ومالية ومعيشية، ويرزحون تحت وطأة، انهيار مؤسسات الدولة ومصادرة قرارها ومقدراتها.
ولكن يبدو أنّ التهديدات الإسرائيلية، بشن حرب واسعة، لإزالة ما يسميه المسؤولون الاسرائيليون، “تهديدات “حزب الله” ضدّ سكان المستوطنات الإسرائيلية” مقابل الحدود اللبنانية الجنوبية، لا تزال تصطدم بجملة موانع، تعترض تنفيذها، واهمها رفض الولايات المتحدة الأميركية، الحليف الاساس، لإسرائيل، إعطاء الضوء الأخضر للقيام بها، تفاديا لتصعيد الوضع بالمنطقة، كما تؤكد جميع المواقف والبيانات الصادرة عن الادارة الأميركية، مع التشديد على إعطاء الديبلوماسية التي تقوم بها، بواسطة المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، الفرصة اللازمة، لحلّ النزاع والمشاكل على الحدود، وهو لم يستنفد جهوده حتى اليوم، ويتحرك باستمرار للتوصل الى تفاهم بين لبنان وإسرائيل، وإن كانت عودته مستبعدة في الوقت الحاضر، بانتظار إزالة ما تبقى من خلافات وقد باتت محدودة، للتوصل إلى الاتفاق النهائي بين لبنان وإسرائيل.
ويضاف إلى ذلك استمرار غرق جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزّة وتداعياتها، وانقسام الطاقم السياسي الحاكم في إسرائيل، بسبب فشل الأهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب، وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين والرهائن الاسرائيليين والاجانب لديها.
وفي المقابل وبالرغم من الاستعدادات التي يبديها “حزب الله” لمواجهة اي حرب إسرائيلية ضدّه، وإن كان يستبعد حدوثها، للاسباب المذكورة، الا انه يعطي المساعي والجهود الديبلوماسية المبذولة، الفرصة اللازمة لانهاء المواجهة العسكرية الدائرة والتوصل إلى اتفاق من خلالها لكل المشاكل القائمة بين لبنان وإسرائيل على الحدوداللبنانية الجنوبية.
وهكذا، وبالرغم من تصاعد حدة التهديدات المتبادلة، واشاعة اجواء الحرب، وتنامي الخوف والقلق لدى اللبنانيين، يبدو ان حزب الله وإسرائيل، يخشيان اندلاعها، كل لأسبابه وظروفه في الوقت الحاضر، ولكنهما يفضلان نجاح المساعي والجهود الديبلوماسية لحل مشاكل الحدود والتوصل إلى اتفاق نهائي بينهما.
وبانتظار التوصل إلى حلّ مشكلة المواجهة العسكرية على الحدود اللبنانية الجنوبية ديبلوماسيًا، تتعالى صيحات المسؤولين الإسرائيليين الذين يهددون بالحرب ضدّ “حزب الله”، في حين يبقى اللبنانيون، معلقين على حبل مشدود، بين حال التوتر والحرب الإسرائيلية جنوبًا، وبين انتظار أن تنجح الديبلوماسية الأميركية في حلّ مشكلة المواجهة العسكرية جنوبًا، والتي يبدو أنها ستستغرق بعض الوقت لحين التوصل إلى صفقة لانهاء حرب غزّة أوّلًا.
وبالرغم من هذه التوقعات التي تستبعد خيار قيام إسرائيل بالحرب ضدّ “حزب الله” ولبنان حاليًا، إلّا أنّه يخشى أنّ تعرقل إسرائيل التوصل إلى أي صفقة لانهاء حرب غزة، ويستمر رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، بالتهرب من الموافقة عليها، ويُبقي جبهة الجنوب اللبناني مفتوحة، ويعمد إلى شن حرب ضد حزب الله، ويسعى من خلال ذلك، لاستدراج الإدارة الاميركية لدعمه في الوقت القصير الحرج، والفاصل عن موعد اجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية.