بعد إسقاط المسيّرة بسوريا.. تركيا وأميركا تنسقان لتجنب حوادث مماثلة
بلينكن وفيدان أكدا أن لدى الولايات المتحدة وتركيا هدفا مشتركا يتمثل في هزيمة التهديدات الإرهابية
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير أنتوني بلينكن، سلط الضوء على حاجة الولايات المتحدة وتركيا إلى “تنسيق وفصل” أنشطتهما، وذلك خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، نقلا عن رويترز.
وأضاف المتحدث في بيان أن بلينكن وفيدان أكدا أن لدى الولايات المتحدة وتركيا هدفا مشتركا يتمثل في هزيمة التهديدات الإرهابية.
ووفقا للبيان الصادر من وزارة الخارجية التركية، أجرى فيدان اتصالا هاتفيًا، الجمعة، مع بلينكن. وأكد فيدان أن الولايات المتحدة كحليف يجب أن تتخلى عن التعاون مع وحدات حماية الشعب – التي تعتبرها أنقرة إرهابية – في شمال سوريا، وشدد على أن جهود تركيا في مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا ستستمر بقوة.
وفي سياق العمليات الجارية لتركيا في المنطقة، تمت مناقشة آلية وقف الأعمال العدائية بين تركيا والقوات الأميركية في العراق وسوريا، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن تشغيل هذه الآلية بشكل فعال دون عراقيل تجاه جهود مكافحة الإرهاب، وذلك في سياق إسقاط واحدة من طائراتنا المسيرة. كما تمت مناقشة موضوع توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحسب نص البيان.
وفي وقت سابق من الجمعة، قالت تركيا إن إحدى طائراتها المسيرة فُقدت خلال عمليات ضد مسلحين أكراد في شمال شرق سوريا بسبب “تقديرات فنية مختلفة” مع أطراف ثالثة على الأرض، مضيفة أن أنقرة ستواصل ضرب أهداف المسلحين الأكراد في سوريا والعراق.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن الولايات المتحدة أسقطت، أمس الخميس، طائرة تركية مسيرة مسلحة كانت تحلق بالقرب من قواتها في سوريا، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها واشنطن طائرة تابعة لتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي.
وقال متحدث باسم البنتاغون، إن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية في الحسكة بشمال شرق سوريا، وإن طائرة مسيرة اقتربت من مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأميركية، وبالتالي اعتبرت تشكل تهديدا وأسقطتها طائرة من طراز إف-16.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان اليوم، إنها تعمل مع الأطراف المعنية على الأرض لتحسين عمل آليات عدم الصراع على الأرض، دون أن تذكر اسم دولة بعينها.
وأضافت أن إسقاط طائرتها المسيرة لن يؤثر على عمليات أنقرة العسكرية في المنطقة.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش “حيد” 26 مسلحاً كردياً في شمال سوريا خلال الليل رداً على هجوم صاروخي على قاعدة تركية وذلك في تصعيد للتوتر بعد نحو أسبوع من هجوم بقنبلة في أنقرة. وتستخدم تركيا عادة مصطلح “تحييد” للإشارة إلى القتل.
وقالت أنقرة إن الهجوم الصاروخي الذي نفذته وحدات حماية الشعب الكردية السورية على القاعدة التركية أدى لمقتل شرطي تركي وإصابة سبعة ضباط وجنود في منطقة دابق بشمال غرب سوريا، مساء أمس الخميس.
وأضافت الوزارة أن تركيا شنت ضربات جوية بشكل منفصل، ودمرت 30 هدفاً للمسلحين الأكراد في أماكن أخرى بشمال سوريا، منها بئر نفط ومنشأة تخزين ومخابئ.
وكان حزب العمال الكردستاني المحظور قد أعلن مسؤوليته عن التفجير الذي وقع يوم الأحد في أنقرة وأدى إلى مقتل منفذي الهجوم الاثنين وإصابة شرطيين. وقالت تركيا إن منفذي الهجوم جاءا من سوريا لكن قوات سوريا الديمقراطية السورية نفت ذلك.
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية، وتقول إنها لا يمكن تمييزها عن حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية منذ عام 1984 في صراع قتل فيه أكثر من 40 ألفا.
وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني، وليس وحدات حماية الشعب، على أنه منظمة إرهابية.
ووحدات حماية الشعب هي أبرز مكون في قوات سوريا الديمقراطية المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. وقد تسبب الدعم الأميركي لهذه الوحدات منذ فترة طويلة في توتر العلاقات مع تركيا.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات التركية أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص منذ تفجير أنقرة.
وقالت أنقرة، أمس الخميس، إن تنفيذ عملية برية في سوريا هو أحد الخيارات التي يمكن أن تدرسها. ونفذت تركيا عدة عمليات توغل بري من قبل في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب.