“الفاليه باركينغ” يحتلّ شوارع البترون.. أينما ركنتم “الشباب”بمرصادكم!
أهلاً بكم في مدينة “الفاليه” الشمالية.. هنا لا مكان مجانيا لركن السيارة! حتى وإن خيّل لكم أن المواقف أسفل المباني قيد الانشاء مجانية، يأتيكم أحد عمّال “الفاليه باركينغ” ليطالبكم بـ”ضريبة الصفّة”! شركات “الفاليه” في البترون، التي تؤمّن خدمة مرفهة بإيجاد مواقف لسيارات المواطنين والسياح نهاراً، يتوسّع نشاطها ليلاً وينتشر عمّالها في الشوارع قرب المواقف المحدد مكانها، ليصبح موقف المباني المجاني نهاراً مدفوعاً في المساء!
أينما ركنتم.. “شباب الفاليه” بمرصادكم!
“وين منصفّ؟”، تسأل رولا، وهي إحدى سكّان قضاء البترون، معربة عن استيائها من “احتكار المواقف” في المدينة خاصة عند المياء . وتروي الأربعينية ما حصل معها منذ أسبوعين، لدى ذهابها مع أصدقائها لتناول العشاء في إحدى المطاعم المعروفة في البترون، قائلة: “لأنني وكما يقال “ابنة المنطقة”، ذهبت لركن سيارتي في مكان مجاني، يبعد شارعاً عن المطعم الذي قررنا ارتياده. وما ان فتحت الباب بعد ركنها، أتى شاب “من جماعة الفاليه” يطالبني بدفع الرسم وهو مبلغ قدره 300 ألف ليرة لبنانية”.
وتتابع: “للوهلة الأولى تفاجأت وقلت للشاب ان هذا الموقف من دون بدل في النهار، بالأخص أنه يعود لإحدى الأبنية التي تضمّ عيادات وصالون تصفيف شعر”، مضيفة: “كان ردّه مقتضباً ان هذا الموقف مدفوع ليلاً، فأعطيته “التسعيرة” التي طلبها وغادرت المكان من دون أن أجادله أو ان اطلب منه ما يدلّ على صدق كلامه لأنني لم أود أن “أنزع السهرة”.
الأمر تكرر مع زياد، الجبيلي، خلال زيارة قام بها الى البترون برفقة صديقته. ويقول الشاب لـ”لبنان 24″ إنه لدى تنقّله بالسيارة وجد مكاناً خالياً “تحت بناية قيد الانشاء”، فأوقف السيارة هناك، ليتنزّه مشياً على الأقدام في المدينة، نظراً لاكتظاظها بالسياح المحليين والمغتربين. غير أن عامل “الفاليه” سارع اليه للحصول على بدل “الصفة”.
الشاب الذي يؤكّد في حديثه عدم وجود أي إشارة الى أنه ركن سيارته في موقف ببدل، يشير الى أنه رفض دفع ما اعتبره “خوّة”. ويستطرد: “لأن طلب البدل غير محق، لم يشدد العامل على تحصيله المبلغ وانصرف من دون أي نقاش أو جدال”.
“بدّن يسترزقوا”.. ولكن
سؤال واحد يطرحه العديد ممن حصلت معهم سالفة مماثلة: هل يحقّ لموظفي “الفاليه باركينغ” الحصول على بدل خدمة لم يقدّموها؟ ومن يحدد مواقع وتسعيرة المواقف؟ “لبنان 24” تواصل مع أحد المسؤولين في شركة “فاليه باركينغ” للاستفسار حول طبيعة عمل الموظفين وأحقيّة نيل بدل مقابل “صفة” في الشارع وجدها السائق بمجهوده الشخصي.
ويوضح المسؤول أن دور عامل “الفاليه” يختصر بتأمين موقف وركن سيارات رواد المطاعم والمقاهي والفنادق والمراكز التجارية والمسابح، التي تعاقدت مع شركة “الفاليه باركينغ”، مقابل بدل مادي. ويشير الى أن البعض يفضّل ركن سيارته لكنه يدفع لعامل “الفاليه” لأن موقف السيارة هو ضمن العقار المستثمر من الشركة.
أمّا عن التسعيرة أو بدل الموقف، فيقول إن البلدية مسؤولة عن تحديد التسعيرة وعلى الشركات المقدمة لخدمة الركن التقيّد بها، لافتاً الى ان التسعيرة المتفق عليها في البترون مقابل هذه الخدمة هي 300 ألف ليرة لبنانية.
هذا وتشير مصادر “لبنان24” الى أن “تسعيرة الموقف” في البترون نهاراً تختلف عن البدل ليلاً. فبحسب المصادر، بدل الموقف نهاراً من الاثنين للخميس يبلغ 100 ألف ليرة لبنانية و300 ألف ليرة لبنانية ليلاً نهاية الأسبوع. إلّا أن “تسعيرة شباب الفاليه” 300 ألف ليرة في أي وقت حللتم.
وعند التطرق الى “انقضاض شباب الفاليه” على السائقين بعد ركن سياراتهم في غير الأماكن المشار اليها بانها “مواقف”، تقول المصادر بتهكّم ” يبدو ان الشبّان بدّن يسترزقوا ويقطفوا الموسم”. وتؤكد أن بإمكان السائق عدم الرضوخ لطلبهم خاصة ان كان قد أوقف سيارته في الشارع أو في مكان ليس مشار اليه بـ”باركينغ”.
موسم الاصطياف في البترون هذا العام يستقطب أنظار الجميع ويفتح شهيّة الكلّ، على ما يبدو، لنيل حصّته من الأرباح.. ولن يكون عامل “الفاليه” الوحيد الذي يتّبع مقولة “الشاطر بشطارتو.. وكل موسم والكلّ بخير”!