“الحرب فوراً” على لبنان ! اليكم التفاصيل…
أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، أجرته صحيفة “معاريف” أمس (الخميس) أن 62% من الإسرائيليين يعتقدون أنه، في ضوء آخر التطورات التي شهدتها الجبهة الشمالية مع لبنان، يجب على إسرائيل أن تخوض فوراً حرباً مع حزب الله، بينما أكد 18% منهم فقط أنه لا ينبغي خوض حرب كهذه، وقال 20% منهم إنهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال.
عالقون في كل الجبهات
في المقابل، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن تركيز الاهتمام على الجبهة الجنوبية يحوّل الاهتمام عن الجبهة الأكثر إثارة للقلق؛ لبنان، إذ أرسلت القيادتان، الأمنية والسياسية، تهديدات فحواها أن الاستعدادات للحرب قد استُكملت، لكن ثمة شكاً في أن تكون إسرائيل جاهزة لقرار كهذا، ليس فقط لأن أهداف الحرب التي وضعت في 8 تشرين الأول لم تتغير، وبينها منْع توسع حلقة الحرب إلى الساحة الشمالية، بل أيضاً لأنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى تأييد دولي، وخصوصاً أميركي، الذي هو شرط أساسي لحرب عنيفة ودموية كهذه، يمكن أن تحدث في لبنان.
أما صحيفة هآرتس فقالت: “نحن عالقون في كل الجبهات، كما أن الجبهة الأكبر والأخطر بينها (في مواجهة حزب الله في لبنان) توشك أن تندلع منها حرب واسعة، إذا حدثت، فستلقي بظلها على كل ما حدث سابقاً”.
وأضافت: “وكما هو الأمر في الأفلام الأميركية القديمة، فإن إسرائيل وحزب الله يلعبان لعبة “مَن يستسلم أولاً؟” وربما الكليشيه القديم القائل إنه ليست لدى الطرفَين مصلحة في اندلاع حرب شاملة لا يزال صحيحاً، لكنهما يمكن أن يصلا إلى هناك نتيجة خطأ في الحسابات. وكما في غزة، كذلك على الحدود مع لبنان، لم تنجح إسرائيل في ترجمة الكم الكبير من الإنجازات التكتيكية إلى نصر استراتيجي.
اليمين المتطرف والغزو
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، اتخذ في بداية الحرب قراراً بالمشاركة في الجهد الحربي في الشمال، وجذب قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى الشمال، وبهذه الطريقة، ساعد “حماس” في غزة، من دون الانجرار إلى مواجهة شاملة. وبعد انهيار وقف إطلاق النار الأول في كانون الأول، أعلن عودة المواجهات، وأنه سيوقف النار فقط عندما تنتهي الحرب في غزة.
ويكفي ما فعله حتى الآن؛ إذ قام بإبعاد 60,000 إسرائيلي عن منازلهم على طول الحدود، وتسبب باستمرار الخسائر في الشمال، وقام بإطلاق عشرات الصواريخ والمسيّرات يومياً، كي يزيد من إحباط الناس والضغط على الحكومة كي تتحرك. وهكذا، وُلدت الفكرة التي لا تزال قيد الدرس في القيادتَين الأمنية والسياسية، وهي زيادة الهجمات بصورة كبيرة على حزب الله على أمل دفعه إلى وقف النار، وتجنُب الحرب الشاملة.
لكن المؤيدين لهذه الفكرة فشلوا في تفسير السبب الذي يدفعهم إلى اعتقاد أن حزب الله سيتراجع، وأن إسرائيل لا تزال قادرة على الاستمرار في مهاجمة الحزب من دون أن يؤدي ذلك إلى حرب.
ويريد بعض وزراء الليكود واليمين المتطرف الذهاب إلى أبعد من ذلك، وشن هجوم شامل على حزب الله. وفي الأسبوع الذي تحل فيه الذكرى 42 لحرب لبنان الأولى (1982) الفاشلة، يبدو أن هؤلاء الأشخاص لم يتعلموا شيئاً من التجربة الإسرائيلية الأولى لفرض نظام جديد في لبنان. وبالنسبة إلى البعض من هؤلاء، فإنه من الضروري قصف إيران الآن، والقضاء على التهديد النووي هناك، ومن الواضح جداً أنه ليست لديهم أي فكرة عن الوضع الحقيقي للجيش الإسرائيلي وقدراته.
عشرات الآلاف من الضحايا؟
وقالت هآرتس: “قبل كل شيء، وعلى الرغم من التلميحات التي ينشرها المعلقون، يبدو أن الجمهور لا يستوعب الفارق بين صواريخ حزب الله وما تتسبب به، وصواريخ “حمـــــاس”. وفي الأيام الأولى للحرب، قُتــــل 20 مواطناً إسرائيلياً بالصواريخ التي أُطلقت من القطاع، وهذه الكارثة غابت عن الوعي في ظل المشاهد غير المسبوقة “للمذبحة” في مستوطنات الغلاف ومعسكرات الجيش الإسرائيلي. لكن عدد الصواريخ التي أطلقتها “حمــــاس” في اليوم الأول كان قرابة 5000 صاروخ، وحزب الله قادر على أن يفعل ذلك لمدة شهر أو أكثر، وبالعديد من الصواريخ الثقيلة والبعيدة المدى والدقيقة.
من الممكن جداً أن من يتحدث عن عشرات الآلاف من الضحايا في الجبهة الداخلية في الحرب مع حزب الله يبالغ في تقديراته (كل شيء مرتبط بمدى انصياع المواطنين إلى توجيهات قيادة الجبهة الداخلية الدفاعية). لكن في جميع الأحوال، ستواجه مدن الشمال والوسط تهديداً لم تشهد مثله في الماضي من حيث الحجم والقوة. ونأمل أن يكون حزب الله أيضاً مدركاً للخطر الكبير، وحجم الضرر الذي سيلحق بالدولة اللبنانية وبناها التحتية والمدنيين، وأن يؤدي ذلك إلى ضبط سلوك قيادة الحزب. وبخلاف الانطباع الناشئ نتيجة التقارير الأخيرة، فإنه من الصعب القول إن القيادة الإسرائيلية تتوجه نحو القــــــتال في الشمال، ومع ذلك ثمة خطر من أن يؤدي الاستعراض المبالَغ فيه لقدرات الجيش الإسرائيلي إلى نتيجة عكسية من تلك المنتظرة، وأن يُقرب الحرب الشاملة”.