أعجوبة لمار شربل مع شاب لبناني في استراليا: شفاء تام من ورم سرطاني مميت في القلب
تعتبر قصّة قدّيس القدّيسين شربل مع شربل ناصيف من القصص الفائقة الطبيعة، المستحيلة أرضيًا والسهلة على الله. ومن كان اسمه “حكاية الله” فهو يده الأرضية الّتي تطبّب وتستجيب بسرعة تفوق الوصف. مار شربل المتواضع، يسمع استغاثة طالب شفاعته فينقذه، فكيف لا يفعل ومحبّته تلمس المتألّم شرقًا وغربًا من الأديان كافة. علاقة القدّيس شربل مع البشر فتحت باب السماء لهم بصلواته من لبنان الى أقاصي الأرض. لا حدود جغرافية للمحبّة، فهو يعرف تماما ما قاله معلّمه يسوع المسيح أطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتح لكم، والطلب هذه المرّة من استراليا وتحديداً ولاية سيدني حيث تدخّلت العناية الالهيّة الفائقة من خلال مار شربل مع شاب لبناني شعر أن حياته إنتهت وأن وقته بات قصيراً جداً فإذا بـ”حبيس عنايا” يتدخّل ليضخّ الحياة في قلب شربل ناصيف الذي تعب وشارف على التوقّف…
رُغم مرور أكثر من عام على الأعجوبة لا يزال التأثّر الشديد بادياً على الشاب، الذي وحين تسأله عما حصل معه يخبرك وهو يذرف الدموع بغزارة، وأكثر ما يمكن أن يؤثّر في أي إنسان هو شكر شربل لشفيعه ويقول: “بعد العجوبة التي حصلت معي أسأل نفسي لماذا أنا؟ ماذا فعلت حتى استحقّ هذه النعمة”؟ هي محبّة شربل اللامتناهية.
يتوقّف الشاب لبرهة ويعود ليكمل قصّته مع المرض الذي بدأ يشعر به في العام 2021، ويشير الى أنه كان متزوجاً حديثاً ولم يمضِ على زفافه أكثر من عام، وهو يعمل كثيراً، وأصيب بمرض في قلبه فاستشار عدّة اختصاصيين أولهم أبلغه أنه يعاني تضخما كبيراً في الجهة اليسرى من قلبه ويحتاج لجراحات عدّة، وطُلب منه عدم القيام بأي مجهود أو الغضب والإرهاق وإلا فإن هذا سيرتدّ عليه بمضاعفات خطيرة، وخطيرة جداً قد تؤدي الى الوفاة”، تابع ناصيف قائلا “بعدها شعرت أن جسدي بدأ كلّه يتغيّر مع احساس بضغط في رأسي وجسمي… ظننت أن هذا الامر طبيعي، ولكن ومع مرور الوقت لم أعد أحتمل، وأصبح تنفسّي أكثر صعوبة”.
مرّ الوقت وساءت حالة شربل الذي إستشار إختصاصياً للمرة الثانية، فكشف له عن وجود مشكلة في دقّات القلب ووصف له بعض الأدوية وطلب منه البقاء في المنزل، واختصر كل شيء بالقول “على أنه لا يمكن اعادة القلب الى طبيعته”، ويستطرد الشاب انه “بعد مرور ستة أشهر عدت وقصدت الطبيب من جديد وأجرى لي فحوصات دقيقة ليتبيّن من خلال النتائج وجود أورام في القلب، وفي تلك اللحظة التي أُبلغت فيها شعرت أن حياتي إنتهت”، في هذا الوقت استمرّت الفحوص المخبرية والاشعاعية بناء على طلب الطبيب وازدادت المعاناة مع مرور الوقت، وقد بدأ القنوط يدخل الى عقله شربل ناصيف، لكنّ مفاجأة حصلت مع والدته من خلال حلم رأت فيه القديس شربل يحضر ويضع خيطاً أبيض في فم ابنها، فأعطت نجلها زيتا شربه وترابا وضع منه في فمه قبل يوم واحد من دخوله المستشفى لاجراء بعض الصور الشعاعيّة.
لم يكن ذاك اليوم الذي أجرى فيه شربل الصور الشعاعية عاديا في حياته. إذ بحسب ما يؤكد استغرق البقاء في مركز التصوير الشعاعي أكثر من الوقت المخصّص له للتأكد ممّا آلت اليه حال قلبه، وأعيد التصوير من جديد ممّا زاد من القلق لديه. وبما أن لكل شيء نهاية، سُئل من المُشرف المختص في المركز عن حالته فشرح له أمّا الجواب فكان “من عنا كلّ شي منيح”.
“أصابني الذعر والجمود” هذا ما قاله شربل ناصيف وتابع بالقول انه حاول الاتصال بالطبيب على مدى اسبوعين دون أن يتوفّق، لكّنه بعد هذا الوقت فوجئ باتصاله به مع التأكيد له أنه طبيا لا يمكن أن يحصل الشفاء كما حصل معه في حالته، فقلت له أنها “أعجوبة من القديس شربل”. لكنه طلب مني إجراء المزيد من الفحوصات المخبريّة، ليبلغه بعد صدور النتيجة أن الورم السرطاني الذي شكّ به أنه في القلب سابقًا اختفى، فابتسم وقال “روح هلق صار فيك تفلّ”.
حتما قصة شربل ناصيف مع القديس شربل مميّزة، فلا شيء مستحيل امام الله، وهي تروي قدرة هذا القديس على اجتراح العجائب واسدال النعم، بفضل المعلّم الأول يسوع المسيح ابن الله الحي، حتى وليس في لبنان انّما في اقاصي الارض، إذ يكفي وحسب أن يكون ايماننا على قدر حبّة الخردل حتى تحصل الاعجوبة وتتغيّر حياتنا!.