ميناء تشورنومورسك... رهان أوكرانيا في البحر الأسود لشحن الحبوب

أشار موقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن روسيا كثفت خلال الساعات الماضية من هجماتها الجوية على موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود ونهر الدانوب، في الوقت الذي تفرض فيه حظرًا على تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية كجزء من الرد الروسي على عقوبات فرضها الغرب على موسكو جراء الحرب المندلعة في 24 شباط 2022.

ورغم القصف والتهديد الروسي باستهداف شحنات الحبوب في البحر الأسود، شهدت الأيام الماضية خروج بعض سفن الشحن من ميناء تشورنومورسك الأوكراني على البحر الأسود، منذ أن أنشأت كييف “ممرًا إنسانيًا” مؤقتًا محاذيًا للساحل.

ولفت الموقع إلى أن عدد موانئ البحر الأسود يبلغ 65 ميناء تتوزع بين 6 دول، هي روسيا وجورجيا وتركيا وأوكرانيا وبلغاريا ورومانيا، على ساحل يبلغ طوله ما يقارب 5 آلاف كيلومتر، تحظى أوكرانيا بأطول خط ساحلي عليه يبلغ حوالي 1756 كيلومترا، كما تعد الموانئ الأوكرانية من أهم موانئ البحر الأسود وأكثرها تأثيرا في النشاط الاقتصادي العالمي.

من جهته، قال الباحث في العلاقات الدولية بمعهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، إن الجانب الروسي لن يرضى بأن تستخدم أوكرانيا أي موانئ في تصدير الحبوب دون موافقته في ظل رؤية موسكو إن الموانئ يمكن استخدامها في جلب الأسلحة، كما أن انسحاب موسكو من اتفاقية تصدير الحبوب كان بهدف منع الجانب الأوكراني من استغلال موانئه لاستمرار عمليات التصدير، لا سيما أن روسيا تدرك تمامًا أهمية عمليات التصدير للحبوب (القمح والذرة) بالنسبة لأوكرانيا والدول الغربية على السواء دون استفادة روسية.وأضاف في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن إعلان روسيا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب تضمن أنه لن يتم تصدير أي حبوب عبر البحر الأسود والدليل على ذلك أن الجيش الروسي استهدف ميناء أوديسا أولًا وقام بتدميره بشكل شبه كامل ثم قام بتدمير ميناء إسماعيل الأوكراني على نهر الدانوب خلال الساعات الماضية ولم تستطع أوكرانيا استخدامه.

وتوقع يسري عبيد، أن يتم استهداف رئة أوكرانيا الوحيدة الآن ميناء تشورنومورسك، من جانب روسيا خلال الأيام المقبلة كرد على عمليات الشحن التي تتم فيه وتصفها موسكو بالمشبوهة، كما سيكون نوع من الرد على استهداف كييف للقرم والأسطول الروسي في البحر الأسود.

وفي معلومات عن ميناء تشورنومورسك، فهو يقع على الشواطئ الجنوبية الغربية لأوكرانيا على البحر الأسود ويبعد 20 كيلومترا جنوب غرب من ميناء أوديسا بالقرب من حدود رومانيا.

يُعد أحد أكبر الموانئ في أوروبا والمقر الرئيسي لأكبر شركة صيد في أوكرانيا، ويتكون من 28 رصيفا ومحطة حاويات وشبكة سكك حديدية، كما يمر منه أكثر من 20 مليون طن من البضائع سنويا كالحبوب والأسمدة والنفط.

في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أكد الباحث الروسي ومدير مركز “جي إس إم” للدراسات آصف ملحم، أن هناك العديد من السفن المدنية المحملة بالحبوب والمعادن تخرج من الموانئ ولا تقوم روسيا بقصفها، حفاظًا على سمعتها أمام الرأي العام الدولي، لا سيما أن الدول الغربية بمعاونة أوكرانيا تعمد إلى “شيطنة” أما العالم بأنهم الغزاة ويعملون على تغذية الفجوة الغذائية حول العالم.وأضاف آصف ملحم أن روسيا بالفعل تقوم بقصف الموانئ الأوكرانية سواءً على نهر الدانوب أو البحر الأسود وبالتالي من المهم الإحاطة بأنه من الصعب إخراج أي ميناء كليًا من العمل عن طريق القصف، فالقنابل والصواريخ مهما بلغت حمولتها أو قدرتها التدميرية لا تستطيع أن تدمر كل شيء.

واستعرض ملحم عددًا من الأهداف التي تحاول روسيا أن تصل إليها بسماحها بمرور سفن من ميناء تشورنومورسك، ومنها “تلافي السخط العالمي على موسكو جراء اعتراض أو استهداف سفن تجارية ومدنية محملة بمواد غذائية”.

كما لفت إلى أن “روسيا تظل بحاجة إلى وقت كبير لتدمير جميع الموانئ ومن بينها تشورنومورسك وأوديسا ويوجني، كما تعتمد موسكو على نظرية التدمير “قطعة – قطعة” للموانئ الأوكرانية وتنحية فكرة التدمير الشامل جانبًا”.

وأشار إلى أن عدد السفن التجارية والمحملة بالحبوب التي ستخرج من ميناء تشورنومورسك لن يكون بالعدد الكافي لضرب مصالح روسيا التي خرجت من اتفاق الحبوب.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى