قضية عصابة “تيك توك” تتفاعل في لبنان… و تراشق سياسيّ على خلفية “الرشوة” الأوروبيّة
جاء في “نداء الوطن”:
تواصلت حملة الشجب الواسعة لحزمة المليار يورو، المقدّمة من أوروبا الى لبنان، ما دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى مطالبة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الدّعوة الى جلسة نيابية عامّة لمناقشة موضوع النازحين، من أجل وقف، ما أسماه “الاستغلال السياسيّ الرّخيص في هذا الملف على حساب المصلحة العامّة”.
وكان ميقاتي، استبق هذا التمنّي، ببيان مطوّل، إعتبر فيه أنّ الكلام عن رشوة للبنان لقاء إبقاء النازحين السوريين على أرضه هو “مجرّد كلام فارغ واتهامات سياسية غير صحيحة”، واضعاً ذلك في خانة “المحاولة الواضحة لاستثارة الغرائز والنعرات، او من باب المزايدات الشعبية، أو حتّى بكلّ بساطة لعدم الاعتراف للحكومة بأي خطوة او إنجاز”.
واكد ميقاتي أنّ “هذه الهبة هي مساعدة غير مشروطة للبنان واللبنانيين حصراً”، مبدياً عزم حكومته على تطبيق القوانين على كل الأراضي اللبنانية، وبالتالي “كل من يقيم في لبنان بشكلٍ غير شرعي سيتمّ ترحيله إلى بلده”.
ردود فعل شاجبة
وفي إطار حملة التنديد بـ “الرشوة” الأوروبية، رفض رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل سياسة الاتحاد الأوروبي بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، مؤكّداً أن لبنان ليس للبيع أو الإيجار، وقال إنّ المشكلة اللبنانية الأساسية تكمن في “انصياع المسؤولين للسياسات الخارجية ولو كانت على حساب المصلحة الوطنية”.
وقال: “لبنان ليس بحاجة للأموال التي تُستعمل لابقاء النازح فيه، بل الى قرار سياسي لبناني بإعادة النازحين، معتبراً أنّه على “لبنان السماح بالهجرة عبر البحر وعندها سيدفع الاوروبيون المليارات للعودة، عوضاً عن المليار للبقاء”.
بدورها، اشارت النائب ستريدا جعجع إلى أنّ “الوجود السوري في لبنان غير شرعي، مؤكدة أن لبنان بلد عبور وليس أبداً بلد لجوء، وأنّه لم يعد بالإمكان تحمّل أي تراخ أو تساهل في حلّ هذا الملف الذي يهدّد لبنان واللبنانيين على الصعد كافة”.
أمّا النواب ياسين ياسين، ابراهيم منيمنة، نجاة صليبا، بولا يعقوبيان، فراس حمدان وملحم خلف، فاعتبروا في بيان مشترك، أنّ الصفقة بين المنظومة الحاكمة ودول الإتحاد الأوروبي، أقرب إلى المصيبة الوطنية، واتّهموا السلطة بأنّها “قايضت أمن واستقرار ومستقبل اللبنانيّين بثلاثين من الفضّة”.
كما طالب النائب وضاح الصادق الرئيس بري بالدعوة فوراً إلى جلسة مناقشة عامّة للاطّلاع من الحكومة ورئيسها على تفاصيل الإتفاق مع الإتحاد الأوروبي حول النازحين السوريين، لأنّه لكلّ لبناني الحقّ في معرفة مضمون هذا الإتفاق”.
النائب قاسم هاشم، رأى من جهته، أنّ معالجة أزمة النزوح تتطلّب تفاهماً ثلاثياً لبنانياً سورياً وأوروبيّاً، وما عدا ذلك لن يصل الى نتيجة، كما قال.
ملفّا النازحين والفراغ الرئاسي، حضرا في اجتماع “المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى” الذي قال في بيان عقب اجتماعه الدوري، إنّ “التّسريع في انتخاب رئيس للجمهورية جامع وتشكيل حكومة متماسكة هو السبيل الوحيد لنهوض لبنان وإنقاذ شعبه من معاناته”، مناشداً جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي “وضع حلّ نهائي لمأساة النزوح السوري الى لبنان، التي يتطلّب حلّها “عودة النازحين الى الأماكن الآمنة في بلادهم ووضع حدّ لهذه الأزمة”.
عصابة “تيك توك”… تابع
وبالتوازي مع أزمة النزوح، قضية أخرى لا تزال تشغل اللبنانيين، وهي العصابة التي تستخدم تطبيق “تيك توك” لابتزاز الأطفال بعد اغتصابهم والتحرّش بهم.
وفي جديد الملف، حصلت قناة “الجديد” على تسجيلات صوتية منسوبة للرأس المدبّر لعصابة الـ “تيك توك”، الملقّب بـ “جاي”، والتي تظهره وهو يستدرج أطفالاً لقاء مبالغ مالية. وأشارت المعلومات الى أنّ المحقّقين استمعوا الى قاصر جديد، فيما ارتفع عدد الضحايا الى 12.
أمّا قناة الـ MTV فكشفت أن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية توصّل الى طرف خيط يظهر تورّط محامٍ في هذه القضية، وأنّه تلقّى شكاوى اضافية لضحايا من مختلف المناطق اللبنانية.
تزامناً، كلّفت القاضية الناظرة بقضايا الأحداث جويل أبو حيدر، مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، بحذف عدد من الحسابات على تطبيق “تيك توك” وواحد على “انستغرام”، بعدما تبيّن أنّ أصحابها ينشرون فيديوهات مع قصّر، وهم يردّدون عبارة “بتشرب شي”؟ ومن ثم يقوم الأطفال بتمثيل مشاهد وكأنّهم يهربون من صالونات حلاقة.
تطوّرات الجنوب
ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي حملته الجويّة والمدفعيّة، طوال يوم السبت على عدد من البلدات الجنوبية الحدودية، معلناً أنّ القصف طال أهدافاً لـ “حزب الله” خصوصاً في طيرحرفا وكفركلا. في المقابل، تبنّى “الحزب” سلسلة عمليات استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، بينها التجهيزات التجسّسية في موقع الراهب، وموقع الرادار في مزارع شبعا، وموقع المطلّة وتجهيزاته التجسسية.
محادثات الهدنة في غزة
وفي القاهرة، استؤنفت المحادثات الماراتونية الرامية الى التوصّل لاتفاق هدنة بين اسرائيل وحماس في غزة. وكان وصل وفد من حركة حماس، السبت الى القاهرة، في وقت نقلت قناة القاهرة الاخبارية عن مصدر مصري رفيع المستوى، تأكيده حصول “تقدّم ملحوظ” في المفاوضات، مشيرة إلى أن الوفد المصري المفاوض “وصل الى صيغة توافقية حول الكثير من نفاط الخلاف” بين الطرفين.
وفيما تستعد القاهرة لاشتضافة جولة جديدة من المفاوضات اليوم الأحد، كشفت قناة “الحدث” أنّ حماس وافقت على إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً في “المرحلة الأولى” وذلك خلافاً لموقفها السابق.
ولكن مساء السبت، قال مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ حركة حماس “تعرقل إمكان التوصل إلى اتّفاق” مشيراً الى أن “المعلومات التي تفيد بأنّ إسرائيل وافقت على وضع حد للحرب، في إطار اتفاق على تبادل للسجناء أو بأن إسرائيل ستسمح للوسطاء بضمان وقف الحرب، غير دقيقة”.
غير أنّ قياديّاً في حماس، اتّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّه “يعرقل شخصياً” التوصل لاتفاق هدنة في غزة، مشيراً الى ان الحركة “لن توافق بأيّ حال من الأحوال” على اتفاق لا يتضمّن صراحة وقف الحرب.
إحتجاجات الطلاب
وفي إطار التحرّكات الطالبية الاحتجاجية على حرب غزة، وصل الى أوروبا، مشهد التظاهرات المستمرّة في الجامعات الأميركية.
فقد نظّم طلاب في جامعة “ترينيتي كوليدج” بمدينة دبلن الإيرلندية، وجامعة “لوزان” السويسرية، اعتصامين رفضاً للحرب. كما نُظّمت احتجاجات مؤيّدة للفلسطينيين في عدد من جامعات أستراليا وكندا.