“دُفنوا تحت الأرض”… اختفاء 2000 فلسطيني!
كشف الدفاع المدني في قطاع غزة عن أرقام صادمة توثق جرائم الجيش الإسرائيلي منذ بدء عدوانه على القطاع قبل أكثر من 6 أشهر، مع استمرار انتشال جثامين شهداء من تحت الأنقاض وفي مقابر جماعية أقامها الجيش الإسرائيلي خلال توغله بمناطق متفرقة من القطاع.
فقد أعلن الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، الرائد محمود بصل، الأحد 21 نيسان 2024، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، عن اختفاء حوالي 2000 فلسطيني بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مناطق متعددة في القطاع.
كما أوضح بصل أنه تم انتشال أكثر من 150 جثة لشهداء، وتسجيل حوالي 500 مفقود في مجزرة خان يونس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي. وأعرب عن قلقه إزاء مصير العديد من أبناء القطاع الذين اختفوا، مشيراً إلى عدم معرفة ما إذا كانوا معتقلين أو دُفنوا تحت الأرض.
بينما أشار الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الإخفاء القسري بشكل ممنهج ومدروس، حيث يقوم بجرف عشرات الجثث ودفنها قبل انسحابه من أي منطقة في القطاع.
فيما أكد بصل أن العديد من الشهداء تعرضوا للتعرية قبل أن يقتلهم الجيش الإسرائيلي، وسجلت جثامينهم تحت بند “مجهول”، معبرًا عن القلق بشأن استخدام أسلحة جديدة لم تستخدم من قبل في تاريخ البشرية.
كما دعا الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة المؤسسات الدولية للتحقيق في هذه الانتهاكات الجسيمة ومعرفة نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في القطاع.
يأتي ذلك بينما أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت 20 نيسان، أنه تم انتشال جثامين 50 فلسطينياً قتلهم الجيش الإسرائيلي من مقبرة جماعية بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
حيث قال الجهاز في بيان: “انتشلت طواقمنا في محافظة خان يونس اليوم 50 جثة شهيد من مختلف الفئات والأعمار، كانت قد جمعتهم قوات الجيش الإسرائيلي ودفنتهم بشكل جماعي داخل مجمع ناصر الطبي”.
كما أضاف، “ما زالت طواقمنا مستمرة في عمليات البحث وانتشال جثامين باقي الشهداء خلال الأيام المقبلة؛ حيث ما زال هناك عدد كبير منهم”.
في 7 نيسان الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة “حماس”، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
فيما أثرت العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة بشكل كبير، حيث خلفت دماراً واسعاً في الطرق والمنازل والبنية التحتية.
بينما كان الفلسطينيون في مدينة خان يونس قد نزحوا من منازلهم خلال العملية البرية الإسرائيلية، إلى مناطق قريبة من مدينة رفح ومناطق الوسط في دير البلح، حيث لجأوا للسكن في خيام وفي أماكن للنزوح مثل مراكز ومدارس ومستشفيات.
منذ 7 تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
بينما تواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.