“حرب من نوع آخر” بين إيران وإسرائيل!
ساعات تأهب غير مسبوق شهدتها إسرائيل وإيران على السواء خلال الفترة الماضية.
فقد حثت الحكومة الإسرائيلية كافة الإدارات والموظفين على الاستعداد لأي خطط طوارئ مباغت، على ضوء التهديدات الإيرانية بالرد على ضرب قنصليتها في دمشق مطلع لشهر الحالي.
لا سيما أن العديد من التقديرات الأميركية كانت رجحت أن تتم الضربة بالصواريخ والمسيرات أمس، إلا أنها لم تحصل.
فيما أشارت توقعات أخرى بحصول تلك الهجمات خلال اليومين المقبلين على أبعد تقدير.
في الأثناء، لم تكن التصريحات الإيرانية الرسمية خلال الساعات الماضية على حجم هذا التأهب. إذ اكتفى الاعلام الرسمي والوكالات التي تدور في فلكه بنقل تسريبات ومعلومات بعض المصادر الأميركية والغربية عن الضربة المحتملة وكأنه غريب عنها أو غير معني بكل هذا التصعيد.
أما على وسائل التواصل، فكانت الصورة مختلفة تماماً.
إذ نشطت حرب من نوع آخر، حرب حرق الأعصاب كما وصفها بعض المراقبين ومن ضمنهم جيسون برودسكي، الباحث في مركز “ميدل إيست إنستيتيوت”.
فقد رأى أن طهران تواصل شن حرب نفسية على وسائل التواصل الاجتماعي بالملصقات والفيديوهات.
وشارك تغريدة لنائب قائد العمليات في الحرس الثوري عباس نيلفروشان كتب فيها:” لقد ارتكب النظام الإسرائيلي خطأً بمهاجمة القنصلية الإيرانية. يجب أن يعاقب وسيعاقب.”
كما نشر الجنرال الإيراني صورة لصاروخ كتب عليه “وعده صادق” في إشارة ربما إلى توعد المرشد الإيراني علي خامنئي سابقا بأن إسرائيل ستعاقب على ضربها القنصلية!
إلى ذلك، شاركت العديد من الحسابات الموالية لإيران والمتحمسة لضربتها المرتقبة، على مواقع التواصل لاسيما تيليغرام، صورة تظهر توحد ما تصفه بجبهة المقاومة في الثأر الإيراني، في إشارة إلى حزب الله وحماس وميليشيات العراق فضلا عن الحوثيين في اليمن.
يأتي ذلك، بينما لا تزال كافة الأنظار الدولية متجهة إلى الشرق الأوسط، وسط تأهب غير مسبوق وتوقعات بهمات إيرانية قد تطال الداخل الإسرائيلي، بالتزامن مع ضربات ينفذها وكلاء طهران في المنطقة، بحسب تقديرات أميركية.
ومنذ استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى مقتل قائد فيلق القدس في لبنان وسوريا، العميد محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي رحيمي فضلاً عن 5 من الضباط المرافقين لهما، تصاعدت تهديدات المسؤولين في طهران بالرد والعقاب.