هل تنجح الوساطة لتجنّب انقطاع الإتصالات والإنترنت؟
أكدت مصادر معنية لـ”نداء الوطن” أن وساطة ومفاوضات تجرى بعيداً من الأضواء بين نقابة موظفي “أوجيرو” والجهات المعنية في الحكومة اللبنانية، وتحديداً مع وزارتي الاتصالات والمالية، من أجل التوصل إلى اتفاق يجنّب البلد أي انقطاع للاتصالات والإنترنت، قبل أن تنفذ الهيئة إضراباً تحذيرياً اليوم وغداً، بعد إضراب تحذيري ليوم واحد الأسبوع الماضي.
موظفو “أوجيرو” قرّروا تصعيد تحركاتهم الاحتجاجية بعدما لم يحصلوا على حقوقهم التي أقرّت في موازنة العام 2024، أي استعادة قيمة رواتبهم في ظل الأزمة المعيشية والاقتصادية والغلاء اسوة بالعاملين في قطاع الاتصالات، وإذا لم يحصلوا على مطالبهم، فهم ذاهبون إلى الإضراب المفتوح بعد 15 نيسان الجاري وفق المجلس التنفيذي للنقابة الذي أقرّ خطة احتجاج متدحرجة أسبوعياً.
ويقول مخضرم في النقابة لـ”نداء الوطن” إن قطاع الاتصالات وهيئة “أوجيرو” يعتبران من أكثر المؤسسات الرسمية التي تدرّ أموالاً على الدولة، وهما لم يتوقفا عن العمل، لا في الأزمات ولا في زمن كورونا، بينما يخاطر الموظفون اليوم بحياتهم في ظل التصعيد العسكري في الجنوب واستهداف إسرائيل للسنترالات، يذهبون إلى المناطق الخطرة ويجرون أعمال الصيانة وإصلاح الأعطال والأضرار وتعبئة المازوت.
لذلك فإن مطالبة موظفي “أوجيرو” بالزيادة محقّة، ويجب أن تكون في سلم أولويات الحكومة والوزارات المعنية، خاصة وأن ما أقرّ لهم يعادل ثلث ما طالبوا به من أجل العيش بكرامة، وبالتالي فإنه من الضروري إيجاد حلول تُحسّن أوضاعهم وتُعالج تردّي الأوضاع المعيشية، لا سيّما وأنهم لم يحصلوا عليها بعد حتى ألآن، ولا حتى على الفروق، مثل بدل النقل والمدارس وسواهما”.
ولا يخفي النقابي المخضرم رفضه لأي تسوية لا تحقق مطالب الموظفين، “فلقد شبعنا وعوداً كثيرة ولم يتحقّق منها شيء”، في إشارة إلى الإضرابات السابقة التي نفّذتها الهيئة، ثم العودة إلى العمل، على أمل تحقيقها ثم تتبخّر تحت حجج واهية”، مشدّداً على “أننا لا نقبل أن نكون ضحية لأي صراع”، ومحمّلاً وزارتي المالية والاتصالات المسؤولية بالدرجة الأولى في الاستجابة. وكان موظفو “أوجيرو” وعبر المجلس التنفيذي للنقابة، قد ردّوا على وزير الاتصالات جورج القرم الذي أكد إجراء تحقيق للتأكد من عدم وجود نيات لدى موظفي الهيئة في تعطيل القطاع العام.
وأكدوا في بيان أنّ خدمة الاتصالات لم تنقطع يوماً “لا الثابتة ولا الخليوية، محلياً أو دولياً ولا خدمات الانترنت والداتا وسائر الخدمات التي يعمل على توفيرها يومياً العاملون في هيئة “أوجيرو” خلال الأزمات”. ودعوا وزير الاتصالات “إلى تأليف لجنة من الخبراء على وجه السرعة لوضع تقرير مفصل عن وضع المولدات الكهربائية، التي تغذّي السنترالات، وقد أدّى توقف أحدها في فتقا إلى العطل الذي حصل يوم الأربعاء الفائت، والتي أصبحت بحالة مزرية إلى حّد أنها مهدّدة بالتوقف عن العمل في أي وقت كان”.