جولة جديدة للخماسية… الرئاسة على استعصائها بانتظار الحسم جنوباً
يوم جديد من الحرب شهده الجنوب أمس، إلّا أن حدّة الاشتباك التي كانت أخف مقارنة بأيام سابقة، لا تعني أن تهدئة ما تم إرساؤها في الجنوب، فوتيرة الاشتباك قد تعود لترتفع في الساعات والأيام المقبلة، لأن لا اتفاق بعد على التهدئة أو وقف إطلاق النار، والأمور مرهونة بميدان غزة.
إلى ذلك، فإن جولة من المفترض أن تُطلقها اللجنة الخماسية اليوم، تبدأ من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، على أن تُستكمل بلقاءات مع أطراف سياسية ودينية أخرى. ومن المرتقب أن يتم طرح ملف انتخابات رئاسة الجمهورية على الطاولة، اذ ستُحاول اللجنة الخماسية تقريب وجهات النظر المتباعدة، وقد يتم طرح فكرة المرشّح الثالث في مُحاولة لتذليل الاستعصاء، كما قد يتم طرح ملف الجنوب أيضاً.
إلّا أن مصادر متابعة قلّلت من احتمال توصل هذه الجولات الى نتيجة مباشرة، مشيرة إلى أن “ملف انتخابات رئاسة الجمهورية مجمّد في ثلاجة الانتظار إلى حين انتهاء الحرب في غزّة والجنوب وبدء إرساء التسويات، وبالتالي مساعي اليوم لا يتعدى سقفها تحضير الأجواء وتقريب وجهات النظر، دون إنجاز أي اتفاق على الدعوة لجلسة انتخابية أو على اسم الرئيس المقبل”.
وفي معرض قراءتها لواقع الحال تلفت هذه المصادر لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن “قرار السلم والحرب ما عاد بيد لبنان بما فيه “حزب الله”، وبالتالي حتى الضغوط على “حزب الله” لتجنيب البلاد الحرب لا جدوى لها، لا بل يجب توجيه هذه الضغوط إلى المقلب الآخر، أي إسرائيل لتحييد شبح الحرب”.
وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى أن المساعي الدبلوماسية لا زالت مستمرّة، ولكن إن فشلت، فإن مصيراً أسود ينتظر لبنان، لأن إسرائيل تُريد ضمان أمن المستوطنات الشمالية، ولا تُريد تكرار سيناريو السابع من أكتوبر، وبالتالي فإن السباق بين الحرب والدبلوماسية مستمراً.
إذاً، فإنّ أسبوعاً جديداً ينتظر لبنان، يقترب خلاله أكثر من ساعة الحسم، إما نجاح الدبلوماسية أو التوجه نحو الحرب الأوسع، وانطلاقاً من هذا الواقع، لا بد من تكثيف الضغوط على إسرائيل التي تزيد من استفزازاتها يومياً، وإلزامها على سلوك المسارات السياسية، لا العسكرية.