كرم يكشف عن مصير “الهدنة” في جنوب لبنان!
رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم ان “مبادرة كتلة الاعتدال الوطني، لاقت مقابل التأييد الواسع والدعم من قبل فريق المعارضة، رفضا مبطنا بترحيب شكلي من قبل فريق الممانعة، الذي لم يتردد لحظة شعوره بجديتها، في الانتفاض بوجهها، في محاولة لقطع الطريق مجددا أمام أي إمكانية لإنهاء الشغور الرئاسي، وذلك من منطلق عدم رغبته في انتظام الدولة”.
ولفت كرم في حديث لـ “الأنباء الكويتية” إلى ان “فريق الممانعة بقيادة حزب الله، يتعاطى مع الانتخابات الرئاسية على انها مكسب سياسي وليس استحقاقا دستوريا يستوجب إنجازه، وعليه، فإن ما يريده حزب الله في خلفية مفاوضاته مع المبعوثين الدوليين وفي طليعتهم مبعوث الرئاسة الأميركية اموس هوكشتاين، هو مقايضة التهدئة في الجنوب وعدم توسيع رقعة الحرب، بسلة من المكاسب السياسية له في الداخل اللبناني وأهمها رئاسة الجمهورية”.
وتابع, “لكن ما فات حزب الله وفريقه ان المعارضة لن تسمح بتمرير أي صفقة على حساب السيادة والدستور والاستحقاق الرئاسي، فزمن المقايضات وفرض الشروط انتهى وانطوت صفحاته نهائيا بسقوط هيمنة الحزب على مجلس النواب نتيجة التوازن الراهن بين القوى السياسية”.
وردا على سؤال، لفت كرم إلى ان “رئيس مجلس النواب نبيه بري خبير في المناورات السياسية، وهو ما جسده مؤخرا بالإشارة الإيجابية التي أعطاها لكتلة الاعتدال الوطني، وذلك من منطلق يقينه ان المبادرة سوف تصطدم برفض المعارضة، إلا ان حسابات الحقل في عين التينة لم تتوافق هذه المرة مع حساباتها على البيدر، الامر الذي اضطر الرئيس بري إلى سحب إشارته بوضع العصي في دواليب المبادرة، معتبرا بمعنى آخر ان مبادرة الاعتدال أسقطت الأقنعة وأكدت المؤكد ان محور الممانعة لن يسمح بنجاح أي مبادرة من شأنها انتخاب رئيس وانتظام المؤسسات الدستورية، وعلى الكتلة المذكورة بالتالي ان تكشف أمام الرأي العام المحلي والخارجي حقيقة ما جرى معها وتسمية الأمور بأسمائها”.
واستكمل” تأكيدات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه لا حرب كبرى في المنطقة، لم تلق ثقة اللبنانيين، خصوصا ان مصداقية الحزب لجهة وعوده وتطميناته معدومة، فما بالك والقرار الفصل في طهران لا غير، علما ان إيران ترسل باتجاه عواصم القرار إشارات إيجابية تعبر عن تأييدها للمطلب الدولي بعدم انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة”.
واعتبر كرم أن “إمكانية إقرار هدنة سواء في غزة او في جنوب لبنان قائمة وبقوة”.
وعن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، قال: “أنها تعبِّر عن سياسة الحزب الديموقراطي في الإدارة الأميركية، التي لا تريد الحرب وتسعى للوصول إلى هدنة في أي طريقة، ومن هذا المنطلق يهمّها أمن شمال “إسرائيل”، وتحاول أن تصل إلى هدنة بخطوات متدرّجة”.
وأضاف في حديث لـ “الديار”: “خطورة هذا الأمر بأننا قد نذهب إلى تنفيذ خاطئ للقرار 1701 وغير مستند إلى القرار 1559، لذا كان التشديد من قبل وفد المعارضة أنه يجب تنفيذ أل1701 بكل بنوده، لا سيما البنود التي لها علاقة ببسط الدولة اللبنانية الرسمية لسلطاتها على كامل الأراضي اللبنانية، منعاً لتأجيل الحرب لأشهر أو لسنوات، ونعتبر أن هذه المبادرات يجب أن تحصل وهي إيجابية، ولكن عليها أن تقترن بتنفيذ كامل للقرارات الدولية والأممية، ولا يحفظ أمن لبنان إلا انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني ومسك السلطة على كامل الحدود والأراضي اللبنانية”.