تمّ إطلاقها من بيروت.. ما هي مبادرة السلام العربي الهادفة لإنهاء الصراع مع إسرائيل؟
عادت مبادرة السلام العربية مع إسرائيل للواجهة مرة أخرى، بعد كلمة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم أمس.. فما هي تلك المبادرة؟ وعلى ماذا تنص؟
في خطابه أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار عباس، إلى “عدم إمكانية تحقيق السلام في الشرق الأوسط من دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة”.
وطالب عباس الأمم المتحدة بـ”تجسيد استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود عام 1967، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، وبالذات القرار 194، وتطبيق قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، التي تؤكد عدم شرعية الاحتلال والاستيطان، خاصة القرار 2334، وكذلك مبادرة السلام العربية”.
ما هي مبادرة السلام العربية؟
هي مبادرة أطلقها الملك السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، في “قمة بيروت” عام 2002، عندما كان حينها ولياً للعهد، وتهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان، مقابل السلام مع إسرائيل.
وانطلاقاً من اقتناع الدول العربية بأن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف، فقد طالب مجلس الجامعة من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي، وفق “نص المبادرة”.
وطالبت المبادرة إسرائيل بـ”الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من حزيران 1967، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان”.
ودعت المبادرة إلى التوصل لـ”حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين” يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
ودعت كذلك لقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
ما المقابل؟
إذا استجابت إسرائيل لتلك المطالب فعندئذ تعتبر الدول العربية النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، وتدخل في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، حسبما جاء في نص المبادرة.
وعندئذ، تقوم الدول العربية بـ”إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل” في إطار هذا السلام الشامل، وكذلك ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني في البلدان العربية المضيفة.
ووقتها، دعا مجلس جامعة الدول العربية “حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعا إلى قبول المبادرة لحماية فرص السلام وحقنا للدماء”.
وقالت الجامعة في ختام المبادرة إن ذلك “يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنباً إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلاً آمناً يسوده الرخاء والاستقرار”.
كيف تنظر إسرائيل للمبادرة؟
تناول القادة السياسيون الإسرائيليون مبادرة السلام العربية بطرق متنوعة منذ تقديمها لأول مرة، حسبما ذكر “معهد الشرق الأوسط” ومقره واشنطن.
ورفض أرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت، الاقتراح رفضاً قاطعاً على أساس أنه يتطلب من إسرائيل قبول عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين وأنه يتجاوز “الخطوط الحمراء” الإسرائيلية.
كذلك، رفض شيمون بيريز، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، المبادرة وقال إن هناك حاجة إلى مزيد من المفاوضات.
وقال بيريز للإذاعة الاسرائيلية: “هناك طريقة واحدة فقط للتغلب على خلافاتنا وهي المفاوضات”، وفقا لصحيفة “تلغراف”، وأضاف: “بالإملاءات لن يتمكن الفلسطينيون ولا العرب ولا نحن من التوصل إلى حل”.
ومع ذلك، كانت ردود الفعل الإسرائيلية اللاحقة مختلفة، ووصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، بأنها “تغيير ثوري”، مع رفض العناصر المتعلقة بعودة اللاجئين، حسب ما ذكر “معهد الشرق الأوسط”.
على صعيد بنيامين نتنياهو، فقد تبيانت آراؤه بشأن الخطة على مر السنين، إذ رفضها عام 2007 لكنه وصفها بأنها “فكرة عامة … جيدة” عام 2016 قبل أن يرفضها بعد ذلك مرة أخرى كأساس للمفاوضات في العام 2018.
وفي عام 2016، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، “في حال قامت (الدول العربية) بجلب الاقتراح من عام 2002 قائلين أما اقبلوا أو ارفضوا، فسنقول لهم أننا سنرفض، حسب ما ذكرته صحيفة “هاآرتس”.
وأكد نتنياهو أن “المبادرة العربية تتضمن عناصر إيجابية، ولكن من الواضح أنه يجب تحديثها مع الأخذ بالاعتبار التغييرات التي طرأت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة”.
وقال نتنياهو أنه بإمكان المبادرة العربية أن تكون “ذات صلة شرط إلغاء بعض مطالبها”، حول الانسحاب الإسرائيلي واللاجئين الفلسطينيين