الفاتيكان على خط الرئاسة… وسببان يمنعان البابا من زيارة لبنان!
هي المرّة الأولى التي يسجّل تحرك جدي لدوائر الفاتيكان على مستوى الملف الرئاسي اللبناني منذ بدء الشغور في 30 تشرين الأول 2022، مع استشعارها بالخطر الذي بات يتهدد المسيحيين في لبنان.
وهذا التحرك قد يبدو مبرراً اليوم لسببين:
- السبب الأول هو يأس الفاتيكان من الطبقة السياسية والدينية المسيحية في لبنان وعلى رأسها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
- السبب الثاني يعود إلى أن المنطقة مقبلة على تسوية يعاد فيها رسم المنطقة بشكل كامل في ظل غياب تام للمكون المسيحي عن المشهد.
ويتحدّث عن هذا التوصيف الدقيق لما تشعر به دوائر الفاتيكان مصدر دبلوماسي رفيع إلى “ليبانون ديبايت” ويتوقّف في كلامه عند ما يرسم للمنطقة, حيث يؤكد أن حقوق الطوائف الأخرى سيتم أخذها بعين الإعتبار لوجود قوى دولية مساندة ففي حين ستنبري السعودية مهما اشتدت الخلافات مع المكون السني في لبنان إلى الدفاع عن مصالح الأخير فإن المكون الشيعي يجد سنده في الجمهورية الإيرانية التي ستنضم إلى طاولة التسوية الإقليمية، وبالتالي فلن يكون هناك من يدافع عن حقوق المسيحيين وموقعهم بين المكونات.
وبناء على هذه الهواجس, تحرّكت الفاتيكان عبر وزير خارجيتها المونسينور ريتشارد غالاغير الذي توجه إلى الولايات المتحدة الأميركية بهدف تحريك الملف الرئاسي للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل الوصول إلى التسوية المفترضة بحيث يكون للمكون المسيحي الممثل الشرعي له ويستطيع التفاوض بإسمه.
هذا التحرك الجدي والذي يحدث للمرة الأولى سبقه موقف حازم للفاتيكان من القوى المسيحية عموماً كما يؤكد المصدر بحيث إتّخذ القرار بعدم زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان قبل حدثين بارزين:
- إنتخاب رئيس جديد للجمهورية
- إنتخاب بطريرك جديد خلفاً للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي
- وهذا يشير إلى مدى الإستياء لدى الفاتيكان من تخاذل القيادات المسيحية عن القيام بدورها للحفاظ على حقوق المسيحيين ودورهم في المنطقة حيث أصبح وجودهم مهدداً نتيجة للتقاعس في إعلاء مصلحة الشأن العام للطائفة على المصالح الشخصية الضيقة.
ولكن ما يلفت إليه المصدر الدبلوماسي فيما خصّ الإنتخابات الرئاسية هو الأهم حيث ستكون أمام خيارين, إما أن تجري قبل شهر تموز أي موعد بدء السباق الرئاسي الأميركي، وإما سترحل إلى العام 2025 أي بعد الإنتخابات الأميركية والتي من المؤكد انها ستشهد على تبدل في المشهد الأميركي، ممّا يعني انتظار كيفية مقاربة الإدارة الأميركية الجديدة للملف اللبناني وتحديدا الرئاسي منه.