“سيناريو الشويفات” سيتكرّر في أكثر من منطقة!

لم تعد البنى التحتية قادرة على تحمل تداعيات التغيرات المناخية، حيث ستكون عاجزة عن إستيعاب كمية المتساقطات الكبيرة، وما حدث في منطقة الشويفات أمس خير دليل على تهاوي قدرة الصمود في مبانٍ تفتقر إلى مقومات السلامة العامة.

ويؤكّد رئيس حزب البيئة العالمي ورئيس خبراء حماية الصحة ‏والبيئة ‏العالمية والمستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمناخ دوميط كامل، أن “لبنان شهد خلال هذا العام هطولًا كثيفًا للأمطار بسبب التغير المناخي، وهذه الأمطار تسرّبت وحرّكت الأتربة والصخور حيث رأينا إنزلاقات وإنهيارات للتربة في أكثر من منطقة”.
ويُشير كامل في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أن “الخطر الأكبر يتمثل بالأبنية التي تتأثر من الهطول الكثيف للأمطار، لأنها مبنية على أساسات ضعيفة وصخور متحركة، وهذا ما يؤدي إلى تحركها وسقوطها”.

ويقول كامل: “الأمر حذّرنا منه في السابق وصلنا إليه لذلك سنرى إنهيارات لحيطان الطرقات والأتربة في عدة مناطق، خصوصًا خلال هذه الفترة لأن القشرة الأرضية لم تعد ثابتة وهذا ليس أمرًا سهلًا”.
كما ويلفت إلى أن “هناك أبنية كثير مهدّدة بالسقوط جراء تراكم كميات كبيرة من المياه بالقرب من أساساتها، إضافةً إلى أن الكتلة الترابية التي تشبّعت بالمياه وكانت ثابتة أصبحت لزجة وأثرت بشكل مباشر على طبقات الأرض وأساسيات الأبنية”.

ويؤكّد على أن “التوقعات تُشير إلى إحتمال هطول كميات كبيرة من الامطار خلال الفترة المقبلة بسبب التغيرات الجوية التي صنعها الإنسان في المنطقة والتي تؤثر بشكل كبير على المتساقطات المائية، كما أن الكتل الهوائية المتوسطية تؤثر بشكل كبير وغير مسبوق على درجات الحرارة وهذا التأثير الذي لم يره العلماء والمعنيين بالشأن البيئي في لبنان”.

ويُنبّه كامل قائلًا: “هناك عدد كبير من الأبنية في لبنان لا تستوفي شروط السلامة وهي مهدّدة بالسقوط في أي لحظة، لا سيما أن كمية المتساقطات الكبيرة ستحرك التربة والصخور الجوفية مما سيؤدي إلى تحرك أساسات أبنية كثيرة”.
ويُشدّد أن على “الدولة والبلديات إجراء عمليات مسح شاملة لتحديد الأبنية المهدّدة والعمل على حماية سكانها، ويجب إتخاذ الإجراءات اللازمة تفاديًا لأي كارثة لأن هناك عشرات الأبنية مهدّدة بالسقوط في مناطق عدة”.

لمتابعة أحدث وأهم الأخبار عبر مجموعتنا على واتساب - اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى