النزوح من “عين الحلوة” يرفع إيجار الشقق في صيدا
“كتب محمد دهشة في نداء الوطن”:
تتناسل تداعيات الاشتباكات الدامية التي اندلعت في عين الحلوة بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» منذ 30 تموز الماضي، لتولد أزمات مختلفة إنسانية وتربوية وصحية وحياتية، وتكشف كل يوم عن وجه جديد تزيد من معاناة أبناء المخيم.
إرتفاع إيجار الشقق السكنية في صيدا واحدة من هذه المعاناة، التي تحوّلت الى تجارية بحتة من دون مراعاة الظروف الانسانية، فموجات النزوح غير المسبوقة التي شهدها المخيم أجبرت المئات من العائلات على أربعة خيارات للبحث عن ملاذ آمن، أولها: البقاء في المخيم رغم كل المخاطر، ثانيها: اللجوء إلى الأهل والأقارب والأصدقاء وحتى المعارف، وثالثها: التوجه إلى مراكز الإيواء التي فتحتها وكالة «الاونروا» سواء في صيدا أو سبلين، ورابعها: البحث عن شقق للإيجار، لكن المفاجأة أن الاسعار ارتفعت ثلاثة أضعاف.
اللاجئ الفلسطيني محمد الخطيب طارده الحظ العاثر من المخيم إلى صيدا، بعدما تضرّر منزله في حي الرأس الأحمر، بحث من دون جدوى عن شقة للإيجار بسعر مقبول ولكنه لم يجد، ويقول لـ»نداء الوطن»: «فجأة بعد اندلاع اشتباكات عين الحلوة ارتفع إيجار الشقق السكنية الضعف وما يزيد، كانت بنحو 200 -250 دولاراً، اليوم لامست الـ 400 دولار.
ليس هناك عدد كبير من الشقق للإيجار في المدينة، بينما في محيطها أرخص ولكن أجرة النقل أكثر كلفة، النتيجة ذاتها».اللافت في خضم الاشتباكات أن الشقق المفروشة التي كانت تؤجّر شهرياً لم يرتفع سعرها وحسب، بل باتت تؤجر أسبوعياً وتجدّد وفق سعر السوق، أي ربّما تلحقها زيادة إضافية بين أسبوع وآخر، وتقول الحاجة «أم مريم» النداف لـ»نداء الوطن»: «لقد لجأت فوراً إلى مدرسة نابلس التابعة لوكالة «الأونروا»، على أمل العودة إلى منزلي في منطقة الطوارئ قريباً، العيش في المدينة مكلف مادياً، ونحن بالكاد نعيش كفاف يومنا».
إلى جانب النزوح، تتفاقم اليوم معاناة أبناء المخيم الصحّية بعدما أقفلت «الأونروا» كل مؤسساتها بما فيها العيادتان الأولى والثانية، وحوّلت المراجعات إلى عيادة صيدا، وإلى عيادة نقالة في مدرسة «الصخرة» افتتحتها في 17 آب الماضي كبديل موقّت إلى حين عودة الهدوء والاستقرار إلى المخيم.
ويقول أمين سرّ «اللجان الشعبية الفلسطينية» في لبنان عبد المنعم عوض لـ»نداء الوطن»: «بعد توقف الجولة الأولى من الاشتباكات، أعادت «الأونروا» فتح العيادة الثانية ولكن بعد تجدّدها في الجولة الثانية أقفلتها مع كل مؤسساتها الخدماتية والاجتماعية، بما فيها مكتب مدير المخيم.
إنّ هذا غير كافٍ وقد راجعنا المسؤولين من أجل استئجار منازل وتحويلها عيادات موقّتة في أحياء من المخيم أكثر أمناً سواء في الزيب أو صفورية لتفادي انتقالهم إلى عيادتي صيدا.وفي خضمّ الاشتباكات، ألغيت الكثير من حفلات الخطبة والزفاف والاحتفالات العائلية، وقفل الكثير من المغتربين عائدين إلى بلادهم الثانية قسراً بعدما لم ينعموا بصيف واعد كما كانوا يشتهون.