عن نصرالله.. إليكم ما كشفه آخر تقرير إسرائيليّ
نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً، اليوم الأربعاء، قالت فيه إن “المساعدة التي يقدمّها حزب الله في لبنان لحركة حماس في غزة، محدودة ورمزية، وذلك منذ بدء الحرب في غزة يوم 7 تشرين الأول الماضي”.
وذكر التقرير ، إن “الحزب يهاجم مواقع الجيش الإسرائيلي وكذلك المستوطنات الإسرائيلية على طول الحدود، لكنه يحرص على عدم تصعيد الصراع وتحويله إلى حرب شاملة”، وقال: “رغم أن إسرائيل قامت بإجلاء سكان المستوطنات المحاذية للبنان من منازلهم وتكبدت خسائر، إلا أنها تمكنت من ضرب حزب الله بقوة على نطاق لم نكن معتادين عليه في الماضي”.
وبحسب التقرير، فإنه “يمكن الإفتراض بأنه عندما أعطى أمين عام الحزب حسن نصرالله الأمر لعناصره بالإنضمام إلى الحرب إلى جانب حماس، افترض مثل كثيرين أن المعركة في غزة ستكون قصيرة وستنتهي كما في الماضي باتفاق لوقف إطلاق النار سيحافظ على حُكم حماس في القطاع، لكن الأمر لم يحدث بهذه الطريقة”.
وتابع: “خلال 130 يوماً من القتال، سيطر الجيش الإسرائيليّ على أجزاء كبيرة من قطاع غزة، متغلباً على القوة العسكرية لحماس، كما أنه يقترب حالياً من رفح، المعقل الأخير المتبقي في أيدي حماس في غزة”. وأردف: “هذا الواقع غير مُريح لنصرالله الذي يجد نفسه ضمن قفص الاتهام في العالم العربي حيث يجادل كثيرون ضده بأنه لم يفعل ما يكفي لغزة. ففي نهاية المطاف، يمكنه أن يشن حملة شاملة ضد إسرائيل ويرمي بقواته ضدها، بقيادة فرقة الرضوان التي تمثل قوات النخبة في الحزب. وبصرف النظر عن ذلك، هناك قلق متزايد في لبنان من أن هذا البلد سيكون الهدف التالي لإسرائيل بعد الإنتهاء من التعامل مع حماس في غزة”.
ويُكمل: “لقد ألمح كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى الأمر المذكور، بل وهددوا به صراحة عندما حذروا من أن صبر إسرائيل بدأ ينفد، وأنه ستأتي اللحظة التي ستعمل فيها على تغيير الوضع الأمني على الحدود الشمالية، إما عبر الوسائل السياسية أو العسكرية”. واعتبر التقرير أن خطاب نصرالله يوم أمس كان يهدف إلى طمأنة “القلقين” في لبنان بأن “حزب الله” جاهز للحرب، وأنه ما زال يردع إسرائيل التي لا تجرؤ على التحرك ضده في العمق اللبناني. كذلك، ذكر التقرير أن “نصرالله وعد بأن حزبه لن يتوقف عن مهاجمة إسرائيل حتى تتوقف النار في غزة، وأنه لن يوافق على سحب قواته إلى شمال نهر الليطاني كما يأمل الوسطاء الأميركيون والفرنسيون”.
وأردف: “لم يكن هناك جديد في خطاب نصرالله، ولا الكثير من الحقيقة. إن أمين عام الحزب لم يخبر مستمعيه عن الواقع في غزة، رغم أنه يمكن الافتراض أن الجميع في لبنان يرون ما جلبته حماس على سكان القطاع، والجميع في لبنان يخشى أن يحدث الشيء نفسه في بيروت. كذلك، لم يخبر نصر الله مستمعيه عن الضربات التي تعرض لها الحزب على يد الجيش الإسرائيلي، رغم أن الحزب يحرص على الإبلاغ كل مساء عن القتلى في صفوفه”.
وتابع: “للمرة الأولى لم تعد الكرة في يد نصرالله، بل في يد إسرائيل، والأمر متروك للأخيرة لتقرر ما إذا كانت ترغب في زيادة وتركيز جهودها في غزة وإبقاء الصراع في لبنان على نار هادئة، أو أن تقوم بتصعيد الأمور وحسم الوضع عند الجبهة مع لبنان”.
وختم: “نصرالله يعرف ذلك وكل ما تبقى له هو محاولة تهدئة مؤيديه ومحاولة تخويف الإسرائيليين حتى لا يفكروا في خوض حرب شاملة ضد حزب الله. يبدو من الخطاب أن نصرالله غير مقتنع بأن إسرائيل مستعدة فعلاً للمضي قدماً في هذا الطريق، وهو يأمل أن الواقع الذي كان سائداً على الحدود الشمالية قبل 6 تشرين الأول الماضي سيسود هناك مرة أخرى بعد انتهاء الحرب. كذلك، فإن نصرالله لم يترك الباب مفتوحاً في خطابه أمام الجهد الدبلوماسي الذي تحاول واشنطن وباريس تعزيزه من أجل التوصل إلى اتفاق ومنع التصعيد”.