بعد كارثة الشويفات..كم يبلغ عدد المباني المهدّدة بالانهيار في لبنان؟!
شاهد اللبنانيون اليوم مشاهد صادمة لانهيار المبنى السكني المؤلف من 5 طبقات في منطقة صحراء الشويفات، عقب حوالي 10 دقائق من إخلائه، بعد أن شعر السكان بما يُشبه الهزة الأرضية.
في السياق, أسفت الهيئة اللبنانية للعقارات لارتفاع حالات انهيار المباني في مختلف المناطق، معربة عن قلقها تجاه هذه الظاهرة التي تضاعفت، مذكرة بصرختها منذ سنوات طويلة حول مدى خطورة هذا الأمر.
ولفتت الهيئة أن “هناك أعدادًا من المباني قنابل موقوتة لا يستهان بها، موزعة على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها التي تضررت من جراء انفجار المرفأ، والتي تتراوح ما بين 16 ألف و18 ألف مبنى استنادًا لإحصاءات من مهندسين وفنين وبعض البلديات”.
وذكرت في بيانها، إلى أنها “في كل مرة تعيد وتناشد مدى خطورة وضع الأبنية وخصوصًا أن 85% من الأبنية في لبنان مشيدة منذ أكثر من 80 سنة، في منطقة تعرضت لحروب وتضررت أبنيتها، بالإضافة إلى وجود لبنان في محور فيلقي معرّض للزلازل، ناهيك عن أن الأبنية معظمها قد شيد قبل العام 2005 أي من دون مراعة لمعايير السلامة العامة والمقاومة للزلازل والكوارث.
إضافة إلى ذلك، فإن الكثير من الأبنية غابت عنها الصيانة الدورية بسبب قوانين الإيجارات القديمة التي أرهقت جيب المالك القديم ببدلات مجانية أجبرته قسرا عن الاهتمام بها، ناهيك عن غياب دور الدولة والمؤسسات التابعة لها عن القيام بواجبها تجاه المخالفات التي تسبب أضرارًا في البنى التحتية والمجارير والاأهر وتصريف المياه بشكل مسؤول وتقني”
أما نقابة المالكين فحمّلت الدولة والحكومة مسؤولية انهيار مبنى الشويفات وأي انهيارات أخرى، وقالت في بيان: “اليوم سقط مبنى في الشويفات وغدًا ستسقط مبان أخرى، ولن تحرك الدولة ساكنًا لأنها دولة لا تتحمل مسؤولية سلامة مواطنيها. للأسف تحصل حوادث الانهيارات فيطالعنا النواب والوزراء بمواقف شعبوية لا ترقى إلى مستوى تحمل المسؤولية ومعالجة أسباب السقوط، ومنها الإيجارات القديمة التي حولت المباني إلى قنابل موقوتة يمكن أن تسقط في أي لحظة على رؤوس المالكين”.
وأضافت: “حذرنا ونحذر من جديد بوجود أكثر من 15 ألف مبنى مهدد بالانهيار، والعدد إلى ارتفاع بمرور الزمن واستهلاك المزيد من المباني القديمة من دون ترميمها، لكن لا أحد يريد أن يسمع”.
بدوره, أطلق رئيس شبكة سلامة المباني المهندس يوسف فوزي عزام، نداءً عاجلاً إلى الحكومة، “لإطلاق حال طوارئ عاجلة في ملف سلامة المباني، نظراً لتوالي الأحداث المرتبطة بسلامة المباني، والتي كنا قد حذرنا منها خلال السنوات الماضية”.
ولفت في بيان إلى أنه “على السلطات المحلية وبمؤازرة الوزارات المعنية الشروع في المسوحات الميدانية لتحديد المباني التي تسترعي التدخل السريع في عملية التدعيم الموقت في المرحلة الاولى، حفاظاً على أرواح و سلامة المواطنين”.
كما دعا “تجمع مالكي الأبنية المؤجرة” إلى ضرورة تفعيل القوانين والقيام بالمسح الجِديّ، تفاديًا لوقوع ضحايا ولإيجاد الحوافز، التي ترفع المسؤولية عن المالكين القدامى و”تحميلها لكل من استفاد وشارك في إرهاق حق المالك القديم وتقويض حقه بالتصرف”.
إذًا.. يُرزح اللبنانيون اليوم تحت وطأة “قنابل موقوتة” تُهدد حياتهم في أي لحظة، ألا وهي المباني القديمة المتهالكة.