“اهتمام” روسي بزيارة جنبلاط … وزيارة “طمأنة” إيرانية إلى بيروت
خطفت زيارة الرئيس وليد جنبلاط الى روسيا والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين الروس، وفي مقدمتهم وزير الخارجية سيرغي لافروف ومبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، الأنظار عمّا عداها من التطورات الأمنية والسياسية التي يشهدها لبنان والمنطقة، وخصوصاً التطورات الميدانية في الجنوب والاعتداءات الاسرائيلية على القرى الحدودية والعدوان المستمر على قطاع غزة.
مصادر سياسية مواكبة لزيارة جنبلاط الى موسكو توقفت في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية عند الحفاوة التي استُقبل فيها جنبلاط من قبل المسؤولين الروس واهتمامهم البارز، مشيرة إلى أن مضمون المباحثات تناول مختلف المستجدات الدولية، حيث شرح جنبلاط وجهة نظره في هذه القضايا، واستمع الى الموقف الروسي، من الحرب في أوكرانيا، إلى المستجدات في المنطقة، إلى ما يجري من عدوان إسرائيلي وحشي بحق غزة، وسبل وقف هذا العدوان، إلى الملف اللبناني، وكان تقديرٌ لمواقف جنبلاط وللحركة التي يقوم بها وحراك الحزب التقدمي الإشتراكي، والتشديد على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت، ووقف حالة الشلل الحاصلة على مستوى الحراك الرئاسي، وتحصين مؤسسات الدولة، خصوصاً في ظل الضغوط المتزايدة على الواقع اللبناني برُمّته، اقتصادياً كما أمنياً.
سفير لبنان في روسيا شوقي بونصار، وصف في حديث إلى جريدة “الأنباء” الالكترونية الزيارة بالهامة للغاية، خاصة وأنها تأتي في هذا التوقيت الدقيق، في ظل الظروف الشديدة الخطورة التي يعيشها لبنان والمنطقة نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية والتوترات التي ترافقها في أكثر من مكان، سواء في العراق وسوريا وصولاً الى اليمن والبحر الأحمر، وهو ما ينذر بانفجار واسع من شأنه تهديد الأمن والاستقرار العالمي.
وأضاف بو نصار: “إن زيارة وليد بك، الزعيم التاريخي، والبيان الرسمي للخارجية الروسية والاستقبال الحار الذي لقيه من المسؤولين الروس، كل ذلك يؤكد متانة وعمق العلاقات التاريخية التي بدأت أيام الاتحاد السوفياتي مع المعلم الشهيد كمال جنبلاط واستمرت وتعززت مع وليد بك وستبقى بالتأكيد مع تيمور جنبلاط، وفق ما يؤكد عليه المسؤولون الروس الذين يعبّرون دوماً عن موقف روسيا الثابت تجاه دعم لبنان واستقراره وأمنه”.
وفي سياق المستجدات اللبنانية، توقفت مصادر سياسية عند الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت حيث يلتقي فيها كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
المصادر أشارت الى أن الزيارة “مرتبطة بالهدنة المتوقعة في غزة وجنوب لبنان، وعبد اللهيان الذي أكد استمرارية الدعم الإيراني للمقاومة، كشف أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة الاميركية أنها لا تريد الحرب في المنطقة، وأن الزيارة تأتي لطمأنة حلفاء إيران وخاصة حزب الله بعدم توسيع دائرة المواجهات العسكرية مع اسرائيل وضرورة الالتزام بالهدنة عندما تصبح قيد التنفيذ”.
وفي ظل هذه المعطيات وما رسمته زيارة جنبلاط إلى روسيا، فإن القوى السياسية مطالبة باجتراح الحلول لأزماتهم وإنهاء الشغور الرئاسي بأي ثمن، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه لم يعد مقبولاً وقد يؤدي الى ضياع لبنان.